responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 115

روى البلاذري في (أنساب الأشراف): ((لمّا أعطى عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، وأعطى الحارث بن الحكم بن أبي العاص ثلاثمائة ألف درهم، وأعطى زيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم، جعل أبو ذر يقول: بشّر الكانزين بعذاب أليم، ويتلو قول الله(عزوجل): {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم}[1]، فرفع ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان، فأرسل إلى أبي ذر ناتلاً مولاه أن انته عمّا يبلغني عنك، فقال: أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله، وعيب من ترك أمر الله؟ فوالله لأن أرضي الله بسخط عثمان أحبّ إليَّ وخير لي من أن أسخط الله برضاه. فأغضب عثمان ذلك وأحفظه فتصابر وكفّ، وقال عثمان يوماً: أيجوز للإمام أن يأخذ من المال فإذا أيسر اقضى؟ فقال كعب الأحبار: لا بأس بذلك. فقال أبو ذر: يابن اليهوديين أتعلّمنا ديننا؟ فقال عثمان: ما أكثر أذاك لي وأولعك بأصحابي! إلحق بمكتبك، وكان مكتبه بالشام إلا أنّه كان يقدم حاجّاً ويسأل عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيأذن له في ذلك، وإنّما صار مكتبه بالشام؛ لأنّه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعاً: إنّي سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (إذا بلغ البناء سلعاً فالهرب) فأذن لي آتي الشام فأغزو هناك فأذن له، وكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها، وبعث إليه معاوية بثلاثمائة دينار، فقال: إن كانت من عطائي الّذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها، وإن كانت صلةً فلا حاجة لي فيها، وبعث إليه حبيب بن مسلم الفهري بمائتي دينار فقال: أما وجدت أهون عليك منّي حين تبعث إليّ بمال؟ وردّها.

وبنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال: يا معاوية إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهذا الإسراف، فسكت معاوية. وكان أبو ذر يقول: والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنّة نبيّه، والله إنّي لأرى حقّاً يُطفأ، وباطلاً يحيى، وصادقاً يكذّب، وأثرةً بغير تقى، وصالحاً مستأثراً عليه. فقال


[1] سورة التوبة: الآية 34.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست