responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 114

وأبو ذر أيضاً ثالث ثلاثة تشتاق إليهم الجنّة، أخرج البزار من طريق أنس بن مالك مرفوعاً: (الجنّة تشتاق إلى ثلاثة: عليّ وعمّار وأبي ذر)[1].

إلا أنّ هذا الرجل الصالح قد ابتلي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) باُمراء يستأثرون بالفيء، ويتخذون مال الله دولاً، وعباده خولاً، فانتفض بوجههم ولم تأخذه في الله لومة لائم حتّى نفوه إلى الربذة فمات فيها[2]، وكان النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد أخبره بكلّ ما سيجري عليه.

أخرج أحمد في المسند، وأبو داود في السنن، أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال لأبي ذر: (كيف أنت وأئمّة من بعدي يستأثرون بهذا الفيء؟) قال: قلت: إذاً والّذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي ثمّ أضرب به حتّى ألقاك أو ألحق بك. قال: (أولا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ تصبر حتّى تلقاني)[3].

ومن طريق أبي السليل يروي أحمد في مسنده من حديث عن أبي ذر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: (يا أباذر كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟) قال: قلت: إلى السعة والدعة أنطلق حتّى أكون حمامة من حمام مكة. قال: (كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟) قال: قلت إلى السعة والدعة من الشام والأرض المقدّسة. قال: (وكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟) قال: إذاً والّذي بعثك بالحقّ أضع سيفي على عاتقي. قال: (أو خير من ذلك؟) قال: قلت: أو خير من ذلك؟ قال: (تسمع وتطيع وإن كان عبداً حبشياً)[4].

وقد جرى على أبي ذر - الصابر الزاهد - جميع ما أخبره به النبيّ(صلى الله عليه وآله).


[1] مجمع الزوائد 9: 330 قال الهيثمي: إسناده حسن.

[2] قال الحموي في (معجم البلدان)، مادة (ربذ): الربذة، بفتح أوله وثانيه وذال معجمة مفتوحة، من قرى المدينة على ثلاثة أميال قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبها قبر أبي ذر الغفاري(رضي الله عنه). (انتهى)

[3] مسند أحمد 5: 180 يرويه بطريقين وكلاهما صحيحان، سنن أبي داود 2: 247.

[4] مسند أحمد 5: 179، بسند رجاله كلّهم ثقات.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست