responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 112

وبهذه الرواية نكتفي عن ذكر بقية الأحاديث الواردة في فضل عمّار بن ياسر ومكانته.

وقد اتّضح - بلحاظ ما تقدّم - أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يكتف ببياناته الخاصّة في وجوب موالاة عليّ(عليه السلام) واتّباعه - الّتي تقدّم ذكرها، وإنّما نصب - مضافاً إلى ذلك - أعلام هداية من أصحابه البررة، منحهم أوسمة لا يرقى إليها الشك، ليُقتدى بهم في وجوب متابعة عليّ(عليه السلام) والاهتداء بهديه من بعده دون الناس كلّهم، فكان منهم, بل من أبرزهم عمّار بن ياسر (رضوان الله عليه)، وبهذا المعنى، أي: كونه (رضوان الله عليه) داعية الهداية والحق، عرفه أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما تقدّم بيانه.

ولم يكن عمّار في سلوكه هذا الّذي عُرف به، وصدح به أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حقّه، يتعدّى ما أرشده إليه النبيّ(صلى الله عليه وآله) حين قال له: (يا عمّار إذا رأيت عليّاً قد سلك وادياً، وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع عليّ ودع الناس، فإنّه لن يدلك على ردى، ولن يخرجك من هدى)[1].. فتدبّر.

وهذا الواقع الّذي أرشد إليه النبيّ(صلى الله عليه وآله) وسار عليه هذا الصحابي الجليل (رضوان الله عليه) هادياً مهدياً إلى آخر يوم من حياته، هو نفسه الّذي يسير عليه الموالون لعليّ(عليه السلام) إلى يوم الناس هذا، فهم لا يختلفون فيه عن عمّار قيد أنمُلة حين يتمسّكون بالثقلين ـــ القرآن وعلي(عليه السلام) (إذ كان(عليه السلام) هو سيّد العترة في زمانه) -, وهو يثبت أنّ التشيّع - الّذي يعني التمسّك بالكتاب والعترة - إنّما بذر بذوره الأولى النبيّ(صلى الله عليه وآله) منذ فجر الإسلام، وقد كان من مصاديقه عظماء الصحابة وأتقيائهم، وهو ليس أمراً طارئاً أو عارضاً كما يحاول المتنطعون أن يُظهروه للناس ليحرفوهم عن عقائدهم ودينهم الأصيل.. فليتّق المسلم ربّه، ولينفع العاقل نفسه!


[1] الفردوس بمأثور الخطاب 5: 384، تاريخ بغداد 13: 188، تاريخ مدينة دمشق 42: 472.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست