responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 101

وقفة للتأمل مع ابن حجر!

قال ابن حجر في كتابه (الصواعق المحرقة) بعد أن أورد جانباً من هذه الأحاديث المتقدّمة الذكر: ((وشيعته هم أهل السنّة؛ لأنّهم الّذين أحبّوهم - أي: أحبّوا أهل البيت - كما أمر الله ورسوله))[1].

نقول: إنّ الواقع الّذي يعيشه أهل السنّة في هذه المسألة يضحك الثكلى، ويكشف عن حالة من الازدواجية والارتباك تنبأ عن التخبط وعدم التثبت في الدين!!

فهذه الدعوى لا تستقيم لمدّعيها عرفاً وشرعاً وتكويناً.

فالحبّ بالمعنى العرفي يعني الانجذاب والانشداد إلى طرف ما لا يصح معه - في نفس الوقت - الانجذاب إلى طرف آخر يخالفه ويضادّه، فهذا من الجمع بين الأضداد، والعرف يراه تصرّفاً غير عقلائي وغير سوي.. والمراد بالضدّين هنا محبّة أهل البيت، وفي نفس الوقت محبّة أعدائهم ـ من الّذين ناصبوهم العداء, وشنّوا الحروب عليهم, وقلّبوا لهم الأمور بغضاً وحقداً.

وأمّا إن فسّرنا الحبّ بالمعنى الشرعي والّذي يعني الاتّباع كما هو المستفاد من قوله تعالى: {ِقُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُِ}[2]، فالمعنى أوضح من سابقه وأجلى، إذ لا يصح بأيّ حال من الأحوال دعوى اتِّباع أهل البيت(عليهم السلام) مع الالتزام باتّباع أعدائهم ومناوئيهم، إذ وجوب الاتِّباع - كما هو مفاد الآية الكريمة - يستدعي الانقطاع إلى أهل البيت في فروع الدين وأصوله وسائر علوم الكتاب والسنّة وفنون الأخلاق والسلوك والآداب بخوعاً لإمامتهم وإقراراً بولايتهم، وهذا يعني بلوازمه مجانبة أعدائهم من الّذين جاهروا بعداوتهم وسبّهم ومقاتلتهم, كمعاوية ويزيد


[1] الصواعق المحرقة 2: 449.

[2] سورة آل عمران: الآية 31.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست