responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الأسـئلة العقائدية المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 4  صفحة : 508

بالعصبية ، وإنّما يفعل بالأمر ، وقد أُمر بالصبر ، فكان يصبر امتثالاً لأمر الله تعالى ، وأمر رسوله (صلى الله عليه وآله) ، لا يقدم غضباً ولا يحجم جبناً ... " [1] .

بالإضافة إلى هذا الردّ ، فقد كان المهاجمون على دار الزهراء (عليها السلام) يريدون استدراج الإمام علي (عليه السلام) لمعركة ، يتضرّر من خلالها الإسلام ، فشجاعة علي (عليه السلام) هنا هي بصبره على الأذى ، وعدم استجابته للاستفزاز الذي مارسوه ضدّه (عليه السلام) .

ومن تلك الشبهات أيضاً : أنّ وجوده (عليه السلام) في الدار ، وتركه زوجته تبادر لفتح الباب يتنافى مع الغيرة والحمية .

ونقول في الجواب :

أوّلاً : أنّه لاشكّ في أنّ علياً (عليه السلام) هو إمام الغياري ، وهو صاحب النجدة والحمية .

وثانياً : المهاجمون هم الذين اعتدوا ، وفعلوا ما يخالف الدين والشرع ، والغيرة والحمية ، وحتّى العرف الجاهلي ، أمّا الإمام علي (عليه السلام) فلم يصدر منه شيء من ذلك ، بل هو قد عمل بتكليفه ، حتّى ولو كلّفه ذلك روحه التي بين جنبيه .

وثالثاً : لقد كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) يأمر بعض زوجاته ـ كأُمّ أيمن ـ بأن تجيب من كان يطرق عليه الباب حين يتقضي الأمر ذلك ، وهل هناك أغير من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

وأخيراً : فإنّ مثول بنت الرسول وراء الباب ، ومحاججتها معهم ، كُلّ ذلك إتماماً للحجّة ، لكي يرجع القوم إلى الحقّ ، ويعرفوا طريقه ، { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ } [2] .


[1] الشافي 4 / 200 .

[2] الأنفال : 42 .

اسم الکتاب : موسوعة الأسـئلة العقائدية المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 4  صفحة : 508
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست