responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 76

الحلقة السادسة

حديث انقسام الأمة والفرقة الناجية هو الذي شيّعني

عبد الوهاب ، صديق ربطتنا به علاقة زمالة ، هو من الجنوب الغربي للبلاد ، والجنوب معروف عندنا بالأصالة ، والتمسك بالقيم والمبادئ ، إذا ذكُر أهل الجنوب وكنت منهم ، نظر إليك السامع نظرة إكبار واحترام.

الصدفة هي إلتي جاءت به إلى مجلسنا ، فهو قد انتقل من المدينة منذ مدّة ، لظروف خاصة به ، فسررت لرؤيته وحمدت الله على لقائه من جديد ، ويقال رُبَّ صدفة خير من ألف ميعاد.

لم يتمالك عبد الوهاب نفسه ، فتحرّك من كرسيّه ، وطلب أن يُفسح له المجال في الكلام ، ولمّا مكنّاه من ذلك قال : كانت المالكية هي الطابع الذي ألبس به إسلام الجهة بأكملها ، فلا حديث إلاّ عن مالك وما جاء عنه ، ولا كتب بعد كتاب الله تعالى إلاّ الموطأ أو المدوّنة الكبرى ، حتى رسخت فكرة أنّ الإسلام لا يكون غير مالكي ، ولم يلتفت أتباع هذا المذهب إلى غيره من المذاهب ، إلاّ باعتباره بعيداً عن الإسلام الحقّ ، تلك النظرة الاستعلائية جعلتني لا أعير اهتماماً بالبحث خارج الإطار المذهبي ، ولا أهتمّ بغير مطالعة ما يتعلق بالمذهب ، الذي اتبعته وراثياً دون نظر ولا تحقيق.

تعرّفت على الأخ محمّد في الشغل ، وكان لي معه فسحتان ، واحدة عند وقت الراحة في العمل ، والثانية قرْب سكناه من سكناي الذي تسوغته ، ممّا أتاح لي فرصة التعرف عليه عن قرب ، في البداية كانت العلاقة سطحية وبسيطة ، وعدم عمق العلاقة معه مردّه حداثة عهدها ، فلم ألاحظ عليه أية بادرة أو مظهر أو

اسم الکتاب : نعم لقد تشيّعت المؤلف : الرصافي المقداد، محمد    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست