علامة ، تدفع إلى التساؤل عنها ، وبمرور الأيام تمتنت العلاقة ، وتوطدت الصداقة حتّى أصبحت من أفضل أصدقائه لديه وأقربهم إليه ، وحزت على حبه وثقته.
في أحد الأيّام وكان يوم عطلة ، وصادف يوم جمعة ( العطلة الأسبوعيّة عندنا ما زالت يوم الأحد ، حتّى بعد رحيل الاستعمار الفرنسي المسيحي ) ، فتهيّأت إلى صلاة الجمعة بالمسجد ، وذهبت إليه لأصطحبه ، لكنّه لم يُبد تحمّساً للذهاب وقال لي : إنّه لا يحبّذ الصلاة وراء أئمة يُعيّنون من طرف من لا أهليّة له ، ولا ضابط ، اعتذر إليّ برفق ، لكنّني لم اقتنع بكلامه ، ولمّا ضاق الوقت عليّ ، ذهبت على أساس أنْ أعود إليه لنتحاور في الموضوع.
من عجيب الصدف ، أنّ خطيب الجمعة قد تحدث يومها عن انقسام الأمّة وتشرذمها ، وجاء بحديث الانقسام الذي أخبر عنه النبي صلىاللهعليهوآله ، كالآتي : « أخرج ابن ماجة بسنده ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنّة ، وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعون في النار ، وواحدة في الجنّة ، والذي نفس محمد بيده ، لتفترقنّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة في الجنّة ، واثنتان وسبعون في النار ، قيل : يا رسول الله من هم؟ قال : الجماعة » [١]. مؤكّداً على أنّ الفرقة الناجية هي أهل السنة والجماعة ، ودعا إلى التمسك بالمذهب المالكي لأنّه يُمثّل سنّة النبي صلىاللهعليهوآله وشريعته.
عدتُ من الصلاة وفي خاطري ما كان دار بيني وبين صديقي وزميلي محمد من كلام حول إمامة الجمعة ، ودفعني إلى مواصلة الحديث ، حماسي وما كنت أشعر به من الحزن والأسى على ضياع الأمة التي يوجد بين يديها أعظم دستور أنزله الله تعالى على عباده ، وفي اعتقادي ، أن صاحبي مختلف معي فقط في