بعد أنْ أنهى بكّار كلامه ، قلت له : لدي دليل آخر متعلق بالأئمة الاثني عشر ، ويُشير إلى أنّ العدد قد ذكره النبي صلىاللهعليهوآله ألاّ أنّ أعداء خطّ الإمامة محوه من كتبهم الروائية ; تجنباً لانهيار فكرتهم الباطلة ، وافتضاح أكذوبتهم في خصوص شورى السقيفة.
فقال : ما هو هذا الدليل؟
قلت : لقد نقل الشيخان « البخاري ومسلم » رواية مهمة تقول :
عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلّما هلك نبي خلفه نبي ، وإنّه لا نبيّ بعدي ، وسيكون خلفاء فيكثرون ، قالوا فما تأمرنا. قال : فوا ببيعة الأول فالأول اعطوهم حقّهم فإن الله سائلهم عمّا استرعاهم[١]
وهذه الرواية اشتملت في متنها على ذكر الحكومة التي كانت على عهد بني إسرائيل ، وهي حكومة أنبياء في عمومها ، وإنّ حكومة المسلمين هي حكومة خلافة للنبي صلىاللهعليهوآله « إمامة بالمصطلح القرآني ». وخلفاؤه الذين تحدّث عنهم كان قد حدّد عددهم باثني عشر شخصاً ، وتساءل من حضر من الصحابة عن تكليفهم اتجاه هؤلاء الخلفاء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « فوا ببيعة الأول فالأول ».
وفي كلامه صلىاللهعليهوآله دليل على ترتيب هؤلاء الخلفاء ، ومبايعة الناس لهم تكون بحسب ذلك الترتيب الذي تحدث عنه النبي صلىاللهعليهوآله وحثّ على اتّباعه ، وهذا الإيحاء بالترتيب الذي جاءت به الرواية ، دليل نضيفه إلى العدد في الرواية التي أرشدتك إلى اتّباع أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، لتزداد يقينا في أنّ مسألة حفظ الدين ليست من شؤون الناس بل هي من شؤون الباري تعالى كما هو الشأن بالتنزيل ، والحمد لله رب العالمين.