اسم الکتاب : المحسـن بن فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : عبد المحسن عبد الزهراء الجزء : 1 صفحة : 123
وعلت الصيحة فـي يـوم الـقـيـامـة
قامت القيامة الصغرى في دولة النبي محمّد وآله(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وخرج الناس من الأجداث، في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى اللّه بقلب سليم، ترى النّاس سكارى وما هم بسكارى، قد انخلعت القلوب من مقرّها لهول الموقف متعلّقةً بكلّ بصيص أو واهمة أمل تعطيها الأمن من غضب الجبّار.
الأبصار شاخصة قد أذهلها عظيم العظمة، حيارى لا تعلم ما يفعل بها أتؤخذ على هون تزفّ إلى الجنّة حيث القصور والحور أم إلى النّار حيث الويل والثبور والحرور، إن كان الموت رحمة فاليوم مع عذاب اللّه أو نعيمه لا موت أبداً.
خلق كثير يموج موجان البحر، النّظر إليه لوحده رعب قاتل، أمر لا يمكن لمنطيق أن يصفه، ولا لمتبحر أن يدركه، ترامت الأطراف فلا عين تبصرها ولا عقل يحويها ولا قلب يحتمل.
في ذلك الموقف الرّهيب، وعلى تلك الحال والانتظار قاتل، تبزغ شمس الحسين(عليه السلام) مخضّباً بدمه هو وجميع من قتل معه، فإذا رآه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بكى وبكى أهل السماوات والأرض لبكائه.
وهنا تصرخ فاطمة(عليها السلام) فتزلزل الأرض ومن عليها، إلى أن يأتي الجنين الحبيب تحمله جدّتاه خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد وهنّ صارخات أمّا أمّه سيّدة النساء وهي سيّدة المحشر آنذاك فتتلو بعض آيات اللّه (سبحانه و تعالى) :
اسم الکتاب : المحسـن بن فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : عبد المحسن عبد الزهراء الجزء : 1 صفحة : 123