responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 403
فقلت له: ما لي أراك مغتماً منذ الليلة؟!

قال: يا بني إنّي قد جئت من عند أخبث الناس!

قلت له: ما ذاك؟

قال: قلت له وقد خلوت به: إنّك قد بلغت منّا يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلا وبسطت خيراً فإنّك قد كبرت! ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم، فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه!

قال لي: هيهات هيهات!! مَلكَ أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فوالله ماعدا أن هلك فهلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمّر عشر سنين، فوالله ماعدا أن هلك، فهلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: عمر، ثم ملك أخونا عثمان، فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه، فعمل ما عمل وعمل به، فوالله ماعدا أن هلك، فهلك ذكره وذكر ما فُعل به، وإنّ أخا هاشم يصرخ به في كلّ يوم خمس مرّات: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فأي عمل يبقى مع هذا؟ لا أم لك، والله إلاّ دفناً دفناً "[1].

وقد أفصح بهذا عن مكنونات نفسه تجاه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فهو يكاد يموت من الغيظ بسبب هذا النداء، وسعى محموماً لإخماد هذا الصوت، ولكن (يَأْبَى اللهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)[2].

أمّا الجوانب الأخرى من سيرته الشوهاء فهي لاتقل في التعدي على حقوق المسلمين عن سابقتها، فقد استأثر بالأموال واصطفى الذهب والفضة ومنعها من الناس[3]، كما كان يقسّم الأقطاع ويهب الأمصار لأعوانه ـ كعمر وبن


[1] أنظر: مروج الذهب للمسعودي: 3 / 404.

[2] التوبة: 32.

[3] أنظر: المستدرك للحاكم: 3 / 442 ـ 443، أسد الغابة لابن الأثير: 2 / 164.

اسم الکتاب : موسوعة من حياة المستبصرين المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست