responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 36

الفصل الرابع
لماذا لا نرى الله؟

تعرف الاشياء بأضدادها فعند ذهاب النور نرى الظلمة [1]. وعند ازالة الله لقدرته نرى عدمه. أي عدم وجوده. فنستطيع أن نميزه. والله لا يعدم. وعلى سبيل الفرض عندما ينعدم وجود الاله نرى عدم وجوده فندرك كيفيته وماهيته. والله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ فلا يوجد له ضد أو شريك ولو كان له شريك لرأيناه (أي رأينا الله).

أقول: ألا ينطبق كلامنا هذا والله أعلم على مصداق الآية الكريمة التي قال الله تعالى فيها "ولما جاء موسى لميقاتنا، وكلمه ربه قال: رب أرني أنظر اليك، قال لن تراني. ولكن أنظر الى الجبل، فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا. فلما أفاق قال: سبحانك تبت اليك، وأنا أول المؤمنين "الاية 143 ألاعراف.

ان الله سبحانه وتعالى لما كان واحدا وليس له شريك، أو ضد وليس كمثله شئ. فلكي نستطيع أن نراه وان نميزه عن شريكه, لذلك لا يوجد سبيل الى رؤيته غير تصورنا لمشاهدة أضداده. وهي العدم. أي ان يخلو منه ذلك المكان فنحس بالفرق، ونميزه. لاننا بواسطة النظر بعيوننا المبصرة نستطيع ان نحدّ الشئ, فنستطيع حد شئ دون الله. لكي نرى الله. ولكي نحد شيئا دونه يجب ان يخلو منه أي يخلو من وجود الله.

فاذا كان الله بمكان دون آخر فاننا سنراه. فاذا تجلى سبحانه أي ظهر، ولا يوجد شئ يقيم ونراه بدون قدرة الله فيه ووجوده.[2]


(1) النور والظلمة (تقابل الملكة وعدمها) أي وجود وعدم لا يجتمعان ويجوز ارتفاعهما بموضع لا تصح فيه الملكة . لكن (الخير والشر ، السواد والبياض) ضدان فهما وجودان متعاقبان على موضوع واحد لا يجتمعان ولا يتوقف تعلقهما على الآخر . فاللون له وجود خارجي وليس هو عدم للبياض (منير وغير منير ،سواد ولا سواد) نقيضان (وجود وعدم) لا يجتمعان ولا يرتفعان ." لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير"103 ،ألأنعام .

"لقد سألوا موسىأكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهرة فاخذتهم الصاعقة بظلمهم "153 , ألنساء.فالرؤية باطلة .

" الا انه بكل شئ محيط "والمرئي محيط بالنظر والله محيط ولا يكون محاطا فلا يكون مرئيا .

(2) نقصد هنا سحب قدرته عن ذلك المكان وليس جزء من ذاته . لان الله ليس مركبا ويستطيع نفي جزء منه ،انما هو ذات واحدة فاذا انتفى جزء منه انتفى كله والله مستغني عن المحل فلا يحل فيه عند سحب قدرته من الجبل ، وحلوله يستلزم الحركة والتحرك أي الجهة والاشارة .

اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست