responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 34

لكن وجود الله دائم في كل الأحوال. وهذا هو السبب في قصورأفهامنا عن ادراك الله تعالى.[1]

وان ادراك الانسان وهو في صباه، واستغراقه في ملاذ الدنيا ومغرياتها. وانس بما يحيط به فسقط تأثيرها على قلبه.

فاذا رأى حيوانا غريبا فجأة لم يره من قبل، فسرعان ما تحيط به الدهشة والغرابة. وكذا الاعمى اذا امتد بصره للكون دفعة واحدة، فانه يخاف على عقله، وعظم تعجبه، فالانس بالشئ سد عليه سبيل المعرفة.

روي عن ابن حمزة الثمالي بانه قال: قلت لعلي بن الحسين السجاد (زين العابدين) عليه السلام: لأي علة حجب الله عز وجل الخلق عن نفسه؟

قال: لانه الله تبارك وتعالى بناهم بنية على الجهل. فلو أنهم كانوا ينظرون

الله عز وجل. لما كانوا بالذي يهابونه، ولا يعظمونه. نظير ذلك أحدكم اذا نظر الى بيت الله الحرام أول مرة عظّمه. فاذا أتت عليه أيام وهو يراه، لا يكاد ينظر اليه. اذا مر به. ولا يعظمه ذلك التعظيم ".[2]

قال الشاعر:

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد

الا على أكمه ، لا يعرف القمرا

لكن بطنت بما أظهرت محتجبا

وكيف يعرف من بالعارف استترا

ويشهد قول سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام: في دعاء عرفة: " كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك؟

أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك. متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك.


(1) ان الرؤية عبارة عن انعكاس الضوء من الجسم الى عدسة العين (البؤبؤ) ثم ارتسام الصورة في الشبكية للعين التي تشابه آلة التصوير، وعدسة العين تشابه عدسة الكامرة ، والشبكية تشابه الفلم الحساس في الكامرة . فعند سقوط الاشعة على الشبكية ترتسم الصورة فيها وتنقل الاعصاب المتصلة بها الصورة الى الدماغ فيترجمها . بهذه الكيفية يرى الانسان وغيره من تشابه عينه عينه . وأما الخفاش فانه كالرادار . فالموجات تلامسه وتذهب الى الفضاء الخارجي فاذا اصطدم بها جسم ترجع للخفاش فيراها . فالذبذبات اجسام مادية،والله سبحانه ليس بجسم فلا تعتريه

الذبذبات ولا يسقط عليه الضوء فعليه لا يمكن رؤيته لانه ليس بمادة

(2) علل الشرائع 119 .2- باب 9

معرفة الانسان لله كمعرفة كمعرفة النملة بالنسبة الى الانسان وما يفكر به من صناعات وتدبيرات .

اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست