responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 33

لماذا لا نرى ذاته الأقدس

ان الاشياء تبين بأضدادها. والذي يعم وجوده وليس له ضد، يعسر علينا ان ندركه، ونعرفه.

فلو اختلفت الاشياء بعضها دون بعض، ندرك الاختلاف بالفرق بينها.[1]

واذا اشتركت في دلالتها، وكيفيتها على شكل واحد. تعذر الامر. ومثال ذلك،ان نور الشمس عرض يزول عند غروب الشمس. فاذا كانت الشمس دائمة الاشراق، لا غروب لها، لأصبحنا نظن ان الاجسام ليس لها لون سوى الابيض. والضوء لاندركه، ولا نعرف له وجود.

ولكن لو غابت الشمس واظلّم أفقها الذي كانت فيه مشرقة ندرك ذلك، ونفرّق

بين الحالتين. فنعرف ان الاجسام اتصفت بلون. بواسطة الضوء. وهذا اللون يفارقها عند الغروب. وهو النور والظلام.

ولا نستطيع ان نعرف النور، الا عند زواله. والاشياء المختلفة والمتشابهة كلها تشترك بمعنى واحد في أذهاننا لسبب فقدان معرفتنا لها لان ذلك لا يظهر في الظلام أي اختلاف بينها.

والظاهر بحد ذاته مظهر لغيره. فالنور الذي يظهر بالظلام يفصح عن حقائق الاشياء الاخرى بظهوره.

والله أظهر الاشياء كلها. ولو كانت له غيبة، أو عدم، أو تغيّر لانهدّت السماوات والارض.. " ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا، ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده، انه كان حليما غفورا" 41 فاطر

ولو غاب، أو انعدم لأدركت الفرق بين الحالتين ولو كانت بعض الاماكن موجودا بها، وبعضها موجودا بها غيره لأدركت الفرق بين الشيئين. كشريك الباري على فرض وجوده لامتناع الغقل من التصور لعدم وجود الله.


(1) حق اليقين .

اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست