responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 32

ان السبب يعود لشيئين:

1- خفائه في نفسه، أو غموضه. وهذا الادعاء غير مقنع ان يختفي بلا سبب.

2- ما يتناهى وضوحه بحيث ان هذا الوضوح، هو الذي حجبه عنا. والحقيقة تقر بذلك. لانا اذا تأملنا الخفاش وهو يبصر في الليل، ولا يبصر في النهار، ليس لأن النهار غامض، وغير واضح، أو معدوم، ولكن السبب هو شدة وضوح النهار وجلائه.

ولكن حقيقة طبيعة الخفاش هو انسجامه مع الليل وعدم انسجامه في النهار بعكس أحداق العيون البشرية.

فان بصر الخفاش ضعيف، يبهره نور الشمس. فاذا ظهر النور قويا، فمع سبب ضعف بصره جعل من ذلك سبيلا لامتناع رؤيته لضوء النهار، فلا يرى

شيئا. الا اذا امتزج الظلام بالنور، وضعف ظهور الضوء.. مع العلم بأن الرؤية تتم تحت شروط وهي الضوء. وعدم وجود الحاجب، والشفافية. .

فكذلك الحال بالنسبة الى عقولنا وابصارنا. وان جمال الحضرة الالهية كما

بيّن بعض العلماء في نهاية الاشراق والاستنارة. وفي غاية الاستغراق والشمول. حتى صار ظهوره ووضوحه سببا لخفائه...[1]

1- قال تعالى: " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " الشورى11-

أي موجود مجرد عن المادة.

2- وعن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: " لا جسم ولا صورة وهو مجسم الاجسام ومصور الصور لم يتجزأ، ولم يتناه ، ولم يتزايد، ولم يتناقص ".[2]

3- وعنه أيضا " انه قال للزنديق حين سأله ماهو؟ قال عليه السلام: " هو شئ بخلاف الاشياء. أرجع بقولي "شئ" الى اثبات معنى وانه شئ بحقيقة الشيئية،غير انه لا جسم ولا صورة "[3] .

4- وعنه أيضا " من زعم ان الله على شئ أو في شئ أو من شئ، فقد أشرك.

لو كان الله عز وجل على شئ لكان محمولا، ولو كان في شئ لكان محصورا ولو كان من شئ لكان محدثا ".[4]


(1) اننا لا نرى كثيرا من الاشياء المادية كالكهرباء والمغنطيس لكن نتحسس بآثارها وهذا لا ينافي وجودها ..

(2) توحيد الصدوق ص98 ، 7- باب انه ليس جسم ولا صورة .

(3) توحيد الصدوق ص 140 ، 2- باب تبارك وتعالى شئ .

(4) توحيد الصدوق ص178 ، 9- باب نفي الزمان والمكان والحركة عنه تعالى .

اسم الکتاب : من خلق الله المؤلف : السويعدي، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست