responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 35
أما نبوغه في علم التفسير فلم يؤثر عنه في هذا العلم شئ يحفل به، فدونك كتب التفسير والحديث فلا تكاد تجد فيها عنه ما يروى غلة صاد، أو ينجع طلبة طالب. نعم: يروى عنه أنه شارك صاحبه - عمر بن الخطاب - في عدم المعرفة لمعنى الأب [1] الذي عرفه كل عربي صميم حتى أعراب البادية، وليس من البدع أن يعرفه حتى الساقة من الناس فإنه لا يعدوه أن يكون لدة بقية الكلمات العربية التي لا تزال العرب تلهج بها في كل حل ومرتحل، ولا هو الدخيل [2] حتى يعذر فيه الجاهل به، ولا من شواذ الكلم التي قلما تتعاطاه الجامعة العربية حتى يشذ عرفانه عن بعضهم.

وإن تعجب فعجب إعتذار من جنح إليه [3] بأنه كان يلتزم الحايطة في تفسير القرآن، ولذلك تورع عن الافاضة في معنى الأب لكن عرف من عرف أن الحايطة إنما تجب في بيان مغازي القرآن الكريم وتعيين إرادته، وتبيين مجمله، وتأويل متشابهه، وما يجري مجرى ذلك مما يحظر في الدين التسرع إليه من دون تثبت وتوقيف، وأما معاني ألفاظه العربية للعريق في لغة الضاد فأي حائطة تضرب على يده عن أن يفهمها و هو يعرفها بطبعه وجبلته.

وهب أن الرجل لم يحط خبرا بلغة قومه فهلا تروى في الذكر الحكيم في ذيل الآية الكريمة من قوله سبحانه: متاعا لكم ولأنعامكم. بيانا للفاكهة والأب؟ ليعلم أنه سبحانه وتعالى امتن على الناس بالفاكهة ليأكلوها، وبالأب لترعاه أنعامهم، فتلك فاكهة، وهذا العشب. أخرج أبو القاسم البغوي عن ابن أبي مليكه قال: سئل أبو بكر عن آية فقال: أي أرض تسعني؟ أو أي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لم يرد الله؟

وأخرج أبو عبيدة عن إبراهيم التيمي قال: سئل أبو بكر عن قوله تعالى


[1]في قوله تعالى في سورة عبس: فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا.

[2]أما ما زعمه ابن حجر في فتح الباري من أن الكلمة من الدخيل ولذلك لم يعرفها الخليفتان فقد مر الجواب عنه في الجزء السادس ص 100 ط 2.

[3]نظراء القرطبي والسيوطي.

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست