responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعرفة والمُعرّف المؤلف : حسام الدين أبو المجد    الجزء : 1  صفحة : 19
فقلت له: أولست متّفقاً معي على أن أساس الدين هو الكتاب الكريم والسنّة المطهّرة؟

قال: نعم، وليس غير ذلك.

فقلت: إذن تمسّك بالكتاب والسنّة.

فقال: يا أخي، إنّي لست متخصّصاً في الدين، نعم، أقرأ القرآن الكريم والسنّة الشريفة، وأفهم بمقدار ما أستطيع، وليس من المعقول أن يكون مطلوباً من كلّ فرد مسلم أن يتفقّه في الدين، ويتخصّص في ذلك، وإلاّ لاختلّ نظام الحياة، لذلك كان هناك فقهاء بالشريعة علماء بالدين، يرجع إليهم عند الجهل أو الشبهة أو الشك، فيكشفون ذلك بما أوتوا من معرفة وعلم، هذا هو المفترض، ولكنّ الواقع غير ذلك، فإنّ بالرجوع إليهم تزداد الحيرة، وتتوسّع رفعة الإبهام، للأسف فكلّ عالم ينصر مذهبه، ويؤوّل الآيات ويحوّر فهم الآحاديث بما يطابق أفكاره وتوجّهاته، وإن خالفت العقل والفطرة.

فقلت له: تلك اجتهادات، ولكلّ رأيه.

فقال غاضباً: اجتهادات؟! أصبح كلّ ما في الدين مسرحاً للاجتهاد؟ إذن ليس هناك دين من الأساس، فكلّ له رأيه، فالآراء هي الدين إذن، وليس الكتاب والسنّة، وإنّما هي مجرّد واجهة تتمترس وراءها الأفكار والآراء فقط ; لتكتسب منها شرعيّتها، ولتقبلها العامّة بلا جدال.

فقلت: يظهر منك أنّك متحامل على العلماء كثيراً، وتحمل

اسم الکتاب : المعرفة والمُعرّف المؤلف : حسام الدين أبو المجد    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست