responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعرفة والمُعرّف المؤلف : حسام الدين أبو المجد    الجزء : 1  صفحة : 18
فحملقت في وجهه متعجّباً، لكنّي تداركت ذلك وأشرت له أن يواصل حديثه.

فقال: لا تعجب، فإنّ الدين الذي تتحدّث عنه أصبح موضوعاً اعتباريّاً.

زاد تعجّبي، واشتدّت دهشتي، ثمّ واصل حديثه قائلا: أيّ دين تحثّني على التمسّك به؟

هل الدين الأشعري أم الماتريدي؟ أم المعتزلي؟ أم الشيعي؟ أم أم.

قائمة طويلة من فرق متعدّدة، وكلّها تدّعي الإسلام.

بالله عليك هل الله سبحانه يرضى بهذه الاختلافات؟ ألم يرسل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليبيّن للأمّة أمور دينها؟ أي أنّ الدين واحد فمن أين أتت كلّ هذه الفرق؟ وهل يعقل أن ننسب جميعها إلى الصواب؟!

للأسف أقول عن نفسي: إنّي مسلم!

وأخرج لي بطاقته الشخصيّة، وقال: انظر ما كتب مقابل الديانة (مسلم) وهكذا الكلّ، من منّا يعرف دينه؟! يا صديقي الكلّ تائه في فلاة ليس لها بداية أو نهاية، الكلّ يريد النجاة من هذه الفلاة، الكلّ يفكّر، يخطّط، يتوهّم طريقاً يظنّه كذلك، بل يتيقّن أنّه ذلك، بل وإنّ غيره لن يوصل إلى النجاة مطلقاً، توهّم طريقاً، بل وحصر النجاة في السير عليه، هذا هو حالنا يا صديقي، فرق متعدّدة، ومذاهب شتّى، وأفكار متقابلة، اختلاف مطلق أو كاد.. وبعد كلّ ذلك تقول لي تمسّك بالدين!!

اسم الکتاب : المعرفة والمُعرّف المؤلف : حسام الدين أبو المجد    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست