responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 44
وبالتالي فإن رسول الله صلى الله عليه وآله يؤكد أن من أراد أن يكون سابقا معه على الحوض عليه أن يتبع وصيته، ويتمسك بالثقلين من بعده، كتاب الله وعترته الطاهرة من أهل البيت سلام الله تعالى عليهم.

فمن أوفى بتلك الشروط في الدنيا، من خلال اتباعهما والإقتداء بهديهما والتمسك بكل المعاني التي تنطبق على معنى التمسك والإعتصام بهما، فإنه أولا لن يضل طريقه في الدنيا، ثم يرد على رسول الله صلى الله عليه وآله على الحوض في الآخرة ثانيا. لأن سلوك ذلك الطريق الذي أمر به الشارع المقدس من خلال التمسك بالثقلين، هو قطعا طريق يوصل إلى ما وعد به الله ورسوله من الهداية والرضى والرحمة والورود على حوض رسول الله وأهل بيته الطاهرين المعصومين.

حقيقة الحوض في الدنيا والآخرة:

وإذا طابقنا دلالة ومعنى الحوض الذي سنرد عليه بإذن الله تعالى، بدلالة ومعنى الحوض في الدنيا، وذلك للإرتباط الوثيق بينهما، ولأن حصول النتائج المرجوة في الآخرة هو تبع للحال الذي يكون عليه الإنسان المسلم في الدنيا.

فهي مطية المؤمن لنوال الآخرة، وهي دار العمل والبناء والإعداد لمرحلة ما بعد الدنيا، وهي دار تحقيق العهود والشروط التي قطعناها، والتي ألزمنا الأمر الإلهي بالوفاء بها، فالإنسان المؤمن يبني في هذه الدنيا إيمانه وعقيدته وولاءه وإخلاصه وعبوديته، حتى يحقق ويصل إلى كل ما يتطلع إليه في الآخرة، من الثواب العظيم والرضوان الأكبر، الذي أعده الله تعالى للمؤمنين في الآخرة.

قال تعالى في سورة الإسراء الآية 72 {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}.

فمن عمي عن رؤية آيات الله البينات وحججه الواضحات في الدنيا ولم يبصرها، فإنه سوف يكون في الآخرة أعمى، فحاله هناك تبعا لحاله في الدنيا. والعمى المقصود في الآية هو عمى البصيرة، وهو العمى عن رؤية الحق

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست