responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 85
لا أقرأ هذا الحديث إلاّ ويأخذني العجب، كيف رضي المفتعل بهذه الفريّة البيّنة! فإنّ أمير المؤمنين ولد ولعقيل عشرون سنة، وهل يعتقد أحد أو يظنّ أنّ إنساناً له من العمر ذلك المقدار، إذا اقتضى صلاحه شرب الدواء، يمتنع منه إلاّ إذا شرب مثله أخوه البالغ سنة واحدة أو سنتين؟! كلاّ لا يفعله أي أحد وإن بلغ الغاية في الخسّة والضعف، فكيف بمثل عقيل المتربّي بحجر أبي طالب والمرتضع درّ المعرفة! خصوصاً مع ما يشاهد من الآيات الباهرة من أخيه الإمام منذ ولادته.

نعم، الضغائن والأحقاد حبّذت لمن تخلّق بها التردّد في العمي والخبط في الضلال من دون رويّة أو تفكير { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }[1].

نعم، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول غير مرّة: " ما زلت مظلوماً "[2] من دون تلك الزيادة، يعني بذلك دفعه عن حقّه الواجب على الأُمّة القيام به والميل عنه، وتعطيل أحكام اللّه بالأخذ من غيره، وتقديم من ليس له قدم ثابت في كُلّ مكرمة، ولا نصّ من صاحب الشريعة، ولا فقه ناجع ولا إقدام في الحروب.

وحيث إنّ في هذه الكلمة حطّاً بمن ناوأه، زحزحوها عنهم وألصقوها بذلك السيّد الكريم، وما أسرع أن عاد السهم فكان كالباحث عن حتفه بظلفه.


[1]المجادلة: 19.

[2]علل الشرائع 1: 45، الاعتقادات في دين الامامية للصدوق: 105، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9: 306.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست