responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 197
وهناك درجة أربى وأربع أشار إليها الصادق بقوله: " ورفع ذكرك في علّيين "[1].

فإنّ " حامى الشريعة " لم يبرح مواصلاً في الخدمات، حتّى أقبل إلى اللّه تعالى متلفّعاً بدم الشهادة، شهادة صكّ نبؤها مسامع الملكوت، حتّى أشرأب له هنالك من أنبياء، ومرسلين، وحجج معصومين، وملائكة مقرّبين، وحور، وولدان، وأرواح مقدّسة، ومقدّسات زاكيات طيّبات، فلم يلق (عليه السلام) في صعوده إليهم إلاّ ثغوراً باسمه، ووجوهاً مستبشرة، وايذاناً له بالبشرى الخالدة، ونعيم الأبدّ، فطفق يرف بين ذلك الجيل القدسي، الزاهر بنور العصمة، ورونق العلم، وهيبة العظمة، وسمات الجلالة، وشارات النزاهة، وبهجة العطف الإلهي، وبهاء النظر إلى الجلال السرمدي، والاتصال بالرضوان الأكبر، وعليه أُبهة الولاء، وجلالة الطاعة، وبلج التضحية، وزلفى المفادات، وزهو العلم والعمل، ولذكره في ذلك المنتدى الرهيب رفعة ومنعة، وإليه يشير الإمام الصادق (عليه السلام) في لفظ الزيارة: " ورفع ذكرك في علّيين ".

فإنّ الغرض من هذا التعبير ليس إلاّ ما شرحناه، لا مجرّد صعود ذكره الطيّب إلى ذلك الملأ الأرفع، شأن كُلِّ صالح في عالم الوجود، لكن الشأن كُلِّه إن يكون لذكر ما لمجيد هنالك بذخ، واكبار فيرمقه كُلّ طرف بنظر الاجلال، ويسمع الهتاف به بإذن التقدير، وتنعقد الضمائر على تقديسه، ولو أراد الإمام مجرّد ذكره إلى ذلك العالم القدسي لقال في الخطاب: " ورفع ذكرك إلى


[1]كامل الزيارات: 441، المزار للشهيد الأوّل: 133.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست