responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 196
الأمارة، وكسر شوكتها، وردّ صولتها، وكبح جماحها، وترويض النفس بالطاعة، وإلزامها بلوازمها الشاقة طيلة حياته، إن كان الجهاد نفسياً.

وفي هذين الحالتين لا بدّ وأن يكتنف العمل المقارنات المطلوبة، مثل: نيّة القربّة، والإخلاص فيها، المنبعث عن حبِّ المولى سبحانه، الهادي إلى معرفة تؤهله إلى الطاعة، وعن معرفة نعم الباري عزّ وجلّ الواجب شكرها، وعن الهيبة الناشئة عن لحاظ عظمته، إلى أمثال هذه من الملحوظات.

وقصارى القول: كما أنّ مراتب الإيمان والمعرفة متفاوتة مقولة بالتشكيك، كذلك مراتب العمل متفاوتة حسب تفاوت تلك المراتب، فصاحب عمل كُلِّ مرتبة محدود بحدودها.

وحينئذ فلا شكّ أنّ كُلّ واحد من شهداء الطفّ، وإن بلغ الغاية في الجهاد، وأدّى حقّ النصيحة، لكن (شهيد العلقمي) لمّا كانت بصيرته أنفذ، وعلمه أوفر، وإيمانه أثبت، كان مداه أبعد، وغايته أسمى، وحدوده أوسع، ولذلك خاطبه الصادق (عليه السلام) بهذا الخطاب، وخصّه بالمبالغة في التضحية، فكان هذا كفضيلة مخصوصة به ; لأنّ هاتيك المراتب الراقية لم توجد في غيره.

ولعلّ من ناحية هذه المراتب الثلاث ثبت له (عليه السلام) حقّ في الدين، وحقّ على الأُمة، وحرمة لا تنكر، فاستحقّ أن يخاطبه الإمام في سلام الإذن بقوله: " لعن اللّه من جهل حقّك واستخفّ بحرمتك "[1].


[1]المزار للشهيد الأوّل: 165.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست