اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 55
يا عم ، والله ، لو وضعوا الشمس في
يميني ، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما
تركته.
فوعده أبو طالب عليهالسلام النصر.
الثالثة
: عرضوا على أبي طالب عليهالسلام : أن يتخذ عمارة بن
الوليد ولداً له ، ويسلمهم النبي محمداً صلىاللهعليهوآله
، الذي فارق دين أبي طالب ودين آبائه ، وفرق جماعتهم وسفه أحلامهم ، ليقتلوه.
فإنما هو رجل برجل.
فقال
أبو طالب عليهالسلام :
والله ، لبئس ما تسومونني ، أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه؟!
هذا والله ما لا يكون أبداً!!.
فقال
المطعم بن عدي : والله يا أبا طالب
، لقد أنصفك قومك ، وجهدوا على التخلص مما تكرهه؛ فما أراك تريد أن تقبل منهم
شيئاً.
فقال
أبو طالب عليهالسلام :
والله ما أنصفوني ، ولكنك قد أجمعت على خذلاني ، ومظاهرة القوم علي؛ فاصنع ما بدا
لك ، أو كما قال.
فحقب الأمر ، وحميت الحرب ، وتنابذ
القوم ، وبادى بعضهم بعضاً [١].
وهذا التدرج والتتابع الذي رسمناه ، لسير
الأحداث ، إنما هو وفق الحدس والظن لما ربما يختلف ، ويتداخل.
ولكن
الأمر في ذلك سهل ، غير أننا قبل أن نواصل حديثنا نسجل النقاط التالية :
[١]راجع : السيرة
النبوية لابن هشام ج ١ ص ٢٨٢ / ٢٨٦ ، والبدء والتاريخ ج ٤ ص ١٤٧ / ١٤٩ وتاريخ
الطبري ج ٢ ص ٦٥ / ٦٨.
اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 55