responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلاة التراويح سنة مشروعة او بدعة محدثة ؟ المؤلف : الباقري، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 112

بمجلسهم، فأتاهم الرجلُ فجلسَ، فلمّا سمعَ ما يقولُون، قامَ فأتى (ابنَ مسعود)، فأخبره، فجاءَ (ابنُ مسعود)، وكانَ رجلاً حديداً، فقالَ:

(أنا عبدُ اللّه بنُ مسعود، واللّهِ الذي لا الهَ غيرُه لقد جئتُم ببِدعةٍ ظُلماً، ولقد فضلتم أصحابَ محمّد صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ علماً. فقالَ (عمرو بنُ عتبة): أستغفرُ اللّهَ، فقالَ عبدُ اللّه: عليكم الطريقَ فالزموه، ولئن أخذتُم يميناً وشمالاً لتضلُّنَّ ضلالاً بعيداً)[1] .

فبغض النظر عن طبيعة الأُسلوب الذي عالجَ به الصحابي (عبدُ اللّه بنُ مسعود) هذهِ الحادثة التي لم يكن لها سابقُ مثالٍ في حياة الرسول الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) وأصحابه، نجدُ أنَّه قد استعملَ لفظَ (البِدعة) في مورد الذم، وعدَّ انحرافَ الإنسان عن طريق الحق نحوَ اليمين أو الشمال بِدعةً وضلالاً بعيداً، والظاهرُ من الحديث أنَّ هذا المعنى للـ (البِدعة) هو المرتكز في أذهان القوم آنذاك.

* رُوي عن (ابن مسعود) أيضاً أنَّه قالَ:

(اتبعوا آثارنا، ولا تبتدعوا، فقد كُفيتم)[2] .

* ورُوي أيضاً عن (ابن مسعود) أنَّه قالَ:

(إنَّ للّهِ عند كلِّ بِدعةٍ كيدَ بها الاسلامُ وليَّاً من أوليائِهِ، يذبُّ عنها، وينطقُ بعلامتها، فاغتنموا حضورَ تلكَ المواطن، وتوكلوا على اللّه)[3] .


(1) ابن الجوزي، تلبيس إبليس، تحقيق د. الجميلي ص: 25.

(2) القرطبي، ابن وضاح، البدع والنهي عنها، تصحيح وتعليق محمد أحمد دهمان، ص: 10.

(3) القرطبي، ابن وضاح، البدع والنهي عنها، ص: 4.

اسم الکتاب : صلاة التراويح سنة مشروعة او بدعة محدثة ؟ المؤلف : الباقري، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست