responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شبهات السلفية المؤلف : جواد حسين الدليمي    الجزء : 1  صفحة : 44

4 ـ الحنابلة وقولهم بالتقيّة:

أمّا الحنابلة فقد كانوا أشدّ الناس فزعاً إلى التقيّة عندما لم يجدوا مندوحة عنها لمّا دال الدهر عليهم يوماً من الأيّام، وكوتهم نار الاضطهاد، وذلك في أيّام المحنة بخلق القرآن(1) عندما حمل المأمون والواثق


[1]من المسائل الكلامية التي شغلت بال المسلمين في القرن الثاني الهجري وما تلاه من القرون وبلغت الذروة زمن المأمون وحتّى زمن المتوكّل هي مسألة قدم كلام الله وحدوثه والتي عرفت بـ (محنة خلق القرآن) ، وإن شئت فسمّها مهزلة المحنة، والتي بسببها أريقت الدماء وأُزهقت النفوس، والحقّ أنّ كل عاقل يرى أنّ الخوض فيها مضيعة للوقت، بل من التفاهات، وقد أمر أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) أصحابهم بعدم الخوض فيها، وعلى العموم فالأقوال فيها ثلاثة:

[1]ـ جعل التكلّم من صفات الذات والقول بقدمه، وتبنّى هذا القول أهل الحديث، والحشوية، والحنابلة وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، قال في كتاب السنّة ص 49: (والقرآن كلام الله ليس بمخلوق فمن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أنّ القرآن كلام الله عزّ وجلّ ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو أخبث من الأوّل، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله، فهو جهمي، ومن لم يكفّر هؤلاء القوم كلّهم فهو مثلهم، وكلّم الله موسى تكليماً، من الله سمع موسى يقيناً، وناوله التوراة من يده) ، بل قال بعضهم: الجلد والغلاف قديمان، كما في المواقف ص 293، شرح التجريد ص 416.

[2]ـ جعل التكلّم من صفات الفعل والقول بخلقه، وتبنّى هذا القول المعتزلة والإمامية، وأبو حنيفة الذي استتيب من القول به تقيّة.

[3]ـ ثمّ برز رأي ثالث أتى به إمام الأشاعرة أبو الحسن الأشعري والذي كما يبدو أنّه ورث الذكاء والنباهة من جدّه التاسع بطل التحكيم يوم صفّين، فقد قسّم الكلام إلى قسمين: الكلام النفسي، وجعله من صفات الذات، وقال بقدمه، والحروف والأصوات المسموعة وجلعها من صفات الفعل، وهي دالّة عليه.

ونقول: لا شكّ في أنّه تعالى متكلّم، والمعقول من الكلام عبارة عن الحروف والأصوات المسموعة، ولا تلتئم كلاماً مفهوماً إلاّ بأحد الوجوه التي يحصل بها

=>

اسم الکتاب : شبهات السلفية المؤلف : جواد حسين الدليمي    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست