هذا قول كثير من المفسّرين، ولعلّ المراد معاتبة[1] مَن كان على الصفة التي تضمّنتها السورة على معنى إيّاك أعني وأسمعي ياجارة، وعلى معنى قوله تعالى في آيات كثيرة يخاطب به النبي (صلى الله عليه وآله) والمراد بها أمّته دون أن تكون هذه المعاتبة للنبيّ (صلى الله عليه وآله)، لانّ النبي (صلى الله عليه وآله) إنّما كان يدعو المشرك بالله بأمر الله إلى طاعة الله، وإنّما كان يعبس لاجل ما يمنعه من طاعة الله، وأين تقع المعاتبة على مَن هذه صفتِه؟ وإلاّ فأين وصف النبي (عليه السلام)الكامل من قول الله جلّ جلاله: (أمَّا مَن اسْتَغْنَى فَأنْتَ لهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ ألاَّ يَزَّكَّى وَأمَّا مَنْ جَاءكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)[2]؟ فهل هذا فيمن قال عنه جلّ جلاله: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)[3]؟ وهل كان النبي أبداً يتصدّى للاغنياء ويتلهّى عن أهل الخشية من الفقراء والله تعالى يقول عنه: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[4]؟