اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس الجزء : 1 صفحة : 549
عبد الرحمن بن محمد بن هاني، من وجهة أوّله من سادس عشر سطر من تفسير سورة الحج بلفظه:
قوله: (إذَا تَمَنَّى ألْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)[1]، يقول: إذا قرأ ألقى الشيطان في قراءته.
يقول عليّ بن موسى بن طاووس:
وكذا يقول كثير من المفسّرين، وهو مستبعد من أوصاف المرسلين والنبيِّين، لانّه جلّ جلاله قال: (وَمَا أرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُول وَلاَ نَبِيّ إلاَّ إذَا تَمَنَّى ألْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنيَّتِهِ)[2]، فكيف تقبل العقول أنّ المراد ما ذكره المفسّرون من أنّ كلّ رسول أو كلّ نبيّ كان يدخل الشيطان عليه في قراءته وأنّه ما سلم منهم واحد من الشيطان؟
وإنّما لعلّ المراد أنّه ما كان رسول الله ولا نبيّ إلاّ يتمنّى صلاح قومه واتباعهم لاياتنا، فيلقي الشيطان في أمّته أماني له ما يخالف أمنيته، فينسخ الله تعالى أماني الشيطان بكثرة الحجج والايات ويحكم الله آياته وبيّناته ويظهر النبيّ والرسول على الشيطان.
أو نحو هذا التأويل مما يليق بتعظيم الانبياء وخذلان الشيطان.