responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 296
وتأمل في الدماغ والنخاع المسمى بالحبل الشوكي القائمين بأمور كبيرة في الحياة والشعور كيف قد روعى ضعف جوهرهما عن الصدمات فجعلا في المحافظ المتينة والعظام القوية. وغشيا بالأم الحنونة والعنكبوتية والأم الجافية. ولأجل حاجتهما إلى القوى والتغذية وإفراز الفضول قد أخذا نصيبهما من الدورة الدموية ووصلت عامة أجزائهما بما يحتاجان إليه من الشرايين والأوردة والأوعية والأعصاب. وتأمل في القلب وانقسامه إلى بطين أيمن وبطين أيسر وأذين أيمن وأذين أيسر.

وإلى دوامه على الانبساط والانقباض وانظر إلى هذه الأجزاء الأربعة للقلب مع صماماتها والشرايين والأوردة وصماماتها وكيف يتألف بواسطة ذاك الانبساط والانقباض طلمبات سحب وطلمبات ضغط تدبر الدورة الدموية فتكون الصمامات بمنزلة مصاريع الطلمبا على ناموس مصناريع طلمبا السحب ومصاريع طلمبا الضغط. وانظر إلى الشرايين وانبعاث جذعها من البطين الأيسر للقلب وكيف تتشعب من جذعها إلى عامة أجزاء البدن كتشعب الشجرة إلى الأغصان الكثيرة وإن موقع السطحية منها وما هو قريب من السطحي يكون غالبا في المواطن المحمية كجهات الانثناء في الأطراف.

ومن فوائدها أنها تحمل الدم الصالح من البطين الأيسر للقلب بواسطة جذعها وضغط البطين بانقباضه وتوصله إلى عامة أجزاء البدن. وانظر إلى صمامات الشرايين وفوائدها التي منها موازنة الدم في قنوات الشرايين ليؤدي الوظائف المطلوبة. وانظر إلى تفمم الشرايين وهو أن جميع أغصانها وفروعها تتواصل فيما بينها بقنوات عرضية شريانية لكي تقوم هذه التفهمات بالوظيفة الشريانية في إيصال الدورة الدموية وغيرها من مغذيات البدن وقواه عند ما يعرض لبعض أجزاء الفروع الشريانية من السدد والاختناق وشد الجراحين أو قطعهم للشريان وغير ذلك. وانظر إلى سير الشرايين فإنه في الغالب مستقيم لكنه قد يتعرج لموافقة حركة الأجزاء كالشريان الوجهي والشفويني وكذا الشرايين الرحمية رعاية لكبره عند الحمل وانظر إلى جعل الشرايين كنزة البناء متينة مرنة لكي تقوى على الدم المدفوع بالضغط وتقبل الاتساع عند زيادته أو عروض مزيج له. وهي أيضا قنوية الوضع لا تنخفض كالأوردة إذا خلت، ومتحركة دائما نابضة بالانبساط والانقباض.

والمظنون أن كل قناة بين صمامين تكون بانبساطها طلمبا جذب من التي قبلها من جانب القلب وطلمبا ضغط للقناة التي بعدها. وهذا يكشف عن أهمية محمولها في الحياة. وربما يكون منه النسيم اللطيف المسمى أكسجين الهواء لكي تحظى جميع أجزاء البدن بزيارته وتحيته بترويحه. وربما تكون لحركتها فوائد أخر لم يصل إليها العلم بعد. كما أنه لا سبيل إلى حصر محمولها الحيوي بمادة أو مواد معينة. وقد رؤي للشرايين العظيمة أوعية دموية تسمى أوعية الأوعية وهي شرايين تبعد عن نقطة توزيعها. ولها أيضا أوردة تأخذ منها الدم الوريدي إلى الأوردة المرافقة لها، ولها أعصاب تؤدي الوظائف العصبية. وانظر إلى الأوردة التي هي أغلظ وأكثر عددا من الشرايين وهي أيضا متشعبة في عامة أجزاء البدن تشعب الأغصان من جذعها المتصل بالبطين الأيمن من القلب. ومن فوائدها أنها تجمع الدم من جميع أجزاء البدن وترجع به إلى البطين الأيمن من القلب. ومن سير الدم في، الشرايين ورجوعه في الأوردة تكون الدورة العامة للدم. وانظر إلى الأوعية الليمفاوية، وانتشارها في الجسد، وصماماتها المانعة لسائلها عن التقهقر، أو لأن تجعل السائل متوازنا في أوعيته لكي تتوازن أعماله، أو لأن تقوم بعمل آخر. وانظر إلى تفهماتها ووضعها لكي تقوم بغاية التفمم الجارية في الشرايين والأوردة. وانظر أيضا فيما ذكر لها من الفوائد من امتصاصها الكيلوس والمواد السائلة (ليمفا) وحمل ذلك السائل الصالح أخيرا إلى الدورة الدموية. وإلى الآن لم يشخص العلم حقيقة هذ السائل لكي يعرف مقدار أثره في الحياة وحقيقته...

وإن لفظ ليمفا بمعنى سائل. وتأمل في وظيفة الرئة ودوام حركتها بالانبساط والانقباض وفي أوردتها وشرايينها. فإن الشريان الرئوي يخرج من البطين الأيمن للقلب فيحمل منه الدم الأسود الوريدي الراجع إليه من أجزاء البدن في الدورة الدموية العامة وينقله بفروعه وأغصانه إلى الرئة فتصفيه وتطهره من العناصر الضارة وتمده بما يلزم لقيام الحياة وتحوله إلى دم أحمر شرياني فيأخذه الوريد الرئوي ويوصله دما صالحا إلى البطن الأيسر مبدأ الدورة العامة وهكذا في كل دورة. وقيل في تصفية الدم في الرئة وإمداده بالمواد الحيوية إن الدم يأخذ من التنفس الداخل أكسجين الهواء ويفرز المواد الضارة أو الكربون فتخرج بالتنفس الخارج.

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست