responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 379
وأخيراً، يقول الشهيد الصدر:

(إنّ هذا الحديث ليس انعكاساً لواقع، وإنّما هو تعبير عن حقيقة ربانيّة نطق بها من لا ينطق عن الهوى، فقال: "إنّ الخلفاء بعدي اثنا عشر"، وجاء الواقع الامامي الاثنا عشري ابتداءً من الامام علي وانتهاءً بالمهدي ليكون التطبيق الوحيد المعقول لذلك الحديث النبوي الشريف)[1].

مع أنّ أصل الحديث، وكما ثبت بالتحقيق ليس "كلّهم من قريش"، بل "كلّهم من بني هاشم"، يقول القندوزي الحنفي: (عن جابر بن سمرة، قال: كنت مع أبي عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: "بعدي اثنا عشر خليفة"، ثمّ أخفى صوته، فقلت لابي: مالذي أخفى صوته؟ قال: قال: "كلّهم من بني هاشم". وعن سمّاك بن حرب مثل ذلك[2].

وبعد أن علم أحمد الكاتب بمصادر حديث "الاثني عشر"، وعلم بمصاديق ذلك الحديث، وأنّ كلامه لا ينطلي على القارئ، أراد أن يلتف على تلك المصاديق باتهام سليم بن قيس الهلالي بهذا الطرح، حتّى يضعّف كتاب سليم، ويقضي على تلك المصاديق المطروحة، ولكن الكاتب أخطأ في ذلك، لانّ نظريّة الاثني عشريّة قام عليها الفكر الاسلامي ـ أعم من كونه شيعي أو سنّي ـ وتحديد مصاديق تلك النظريّة جاء إلينا من غير طريق سليم ـ كما سيتضّح في البحث اللاّحق.

النص على الاثني عشر إماماً من غير طريق سليم


عندما عجز الكاتب من إيجاد أي ثغرة في نظريّة الامامة الاثني عشريّة، راح يفتّش عن اُصولها، وجعل الركن الاساسي لهذه النظريّة كتاب سليم بن قيس الهلالي (الثقة)، ومن ثمّ راح يبحث عن المضعّفين لكتاب سليم[3]، ولكنّه لم يستقرئ التاريخ جيّداً، ولا التاريخ الروائي حول هذه النظريّة، ولو سلّمنا ـ جدلاً ـ بضعف كتاب سليم،


[1]بحث حول المهدي: ص 67.

[2]ينابيع المودّة: ج 3، ص 290، ح 4.

[3]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 204 ـ 205.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست