responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 323
أمّا بالنسبة لبعض الحسنيين الذين حاول أحمد الكاتب أن يستفيد من موقفهم المعارض لاهل البيت (عليهم السلام)، فأضاف لبعض الكلمات التي وردت على لسان أحد الحسنيين كلمة (ليس) ليحرّف المعنى الكلّي للرواية، حيث إنّ قول عبدالله بن الحسن: (لنا في هذا الامر ما ليس لغيرنا)[1]، وهو يؤكّد مسألة النص والوصيّة، فأضاف أحمد الكاتب له كلمة (ليس) ليحرّف معناه، ويستفيد منه كموقف حسني مؤيّد للشورى، وقال: إنّ عبدالله بن الحسن يقول: (ليس لنا في هذا الامر ما ليس لغيرنا)[2].

وحتّى لو كانت هناك معارضة فلا تنفع الكاتب لانّها تدعو إلى الامامة، فهذا إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي (عليهما السلام) يدعو إلى إمامة أخيه محمّد كما يقول الاشعري[3]، مع أنّ محمّداً لم يحصل على ذلك عن طريقة بيعة حتّى تفسّر الامامة بهذا الطريق، وكذلك قال السيّد الخوئي: (إنّ عبدالله بن الحسن قد نصّب نفسه للامام) كما تقدّم.

إذن، موقف بعض الحسنيين لم ينفع أحمد الكاتب أبداً وإن حاول أن يحرّف في بعض الموارد ـ كما ذكرنا سابقاً ـ أو يضع عنواناً باسم المعارضة الحسنيّة[4]، ليوهم القارئ بأنّ الامامة كانت لها معارضة شديدة.

وفي ختام هذا الكلام نقول: إنّ التاريخ قد ظلم الحسنيين في مواقفهم، وإن وقف البعض أمام الائمّة (عليهم السلام) ـ كما وقف أولاد الائمّة أمثال جعفر الكذّاب ـ ففي الحسنيين الحسن المثنّى الذي كان كما يقول المفيد: (رجلاً جليلاً، رئيساً، فاضلاً، ورعاً، كان يلي صدقات أمير المؤمنين في وقته.... ـ إلى أن قال ـ: ومضى ولم يدَّعِ الامامة ولا ادعاها له مدّع)[5]. وغيره من الحسنيين الذين كانت لهم مواقف مشرّفة مع الائمّة (عليهم السلام)، وكان


[1]بصائر الدرجات: ص 153.

[2]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 31.

[3]المقالات والفرق: ص 76.

[4]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 44.

[5]معجم رجال الحديث: ج 4، ص 301 ـ 302، رقم 2761.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست