responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 322
إلى هنا نجد أنّ الفكر العبّاسي قائم على الوصيّة والنص، ولهذا قال أحمد الكاتب: (فقاموا ـ العباسيّون ـ بالانسحاب من الفكر الشيعي القديم وتعديل نظريّتهم السياسيّة، وذلك بإعادة صياغة مصدر الشرعيّة لنظامهم الوليد استناداً إلى أولويّة جدّهم العبّاس بن عبدالمطلب)[1].

فوقع أحمد الكاتب في شباك النص والوصيّة الذي طارده طيلة مدّة بحثه وإن حاول أن يضيف كلمة "أولويّة جدّهم العبّاس"، فهذه الكلمة لا تنفع; لاننا علمنا بأنّ السلسلة التي غيّرها العبّاسيّون كانت سلسلة وصاية ونص السابق على اللاحق، ولهذا قال أحمد الكاتب: (انسحب العبّاسيّون من الفكر الشيعي القديم)، ولو سألنا أحمد الكاتب: ما هو الفكر الشيعي القديم؟ فإنّه لن يستطيع أن يجيب بأكثر ممّا أجاب به أبو مسلم الخراساني بقوله: (وزويت الامر عن أهله ووضعته في غير محلّه)[2].

فأهله هم الحسن والحسين وأولاد الحسين (عليهم السلام)، واحداً بعد واحد، والفكر الشيعي القديم هو النص والوصيّة لهم، كما نقلته كتب الشيعة وتسالمت عليه أقطاب الفكر الشيعي كابراً عن كابر.

إذن، الامامة العبّاسيّة كانت قائمة على مسألة النص والوصيّة، وهذا يبرز لنا مدى التفكير الاسلامي بمسألة الخلافة المحمّلة بتبعات النص، ولذلك حاول العبّاسيّون استغلال ذلك.

موقف بعض الحسنيين


لقد تبيّن فيما مضى أنّ الفكر العبّاسي قائم على أساس النص والوصيّة، كما رأينا في السلسلة المدّعاة، سواء كانت من علي بن أبي طالب أو من العبّاس، المهم أنّ الفكرة واحدة، وهي ادّعاء الوصاية والنص لا الشورى والانتخاب والاولويّة، كما يحاول الكاتب إثبات ذلك، هذا بالنسبة للفكر السياسي العبّاسي.


[1]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 42.

[2]تاريخ بغداد: ج 10، ص 206 ـ 207.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست