responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 321
2 ـ إنّ هؤلاء اطّلعوا على تلك الصحيفة من هذا الطريق، ولهذا ادّعى كلّ واحد منهم الوصاية، ليكون له السبق في تأسيس تلك الدولة الموعودة.

إلى هنا تبيّن أنّ ميراث علي (عليه السلام) كان فيه صحيفة، ذكرت دولة بني العبّاس، وصرّحوا بذلك عندما قال داود بن علي وهو والي مكّة آنذاك من قبل أخيه السفّاح، قال: (إنّه والله ما كان بينكم وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خليفة إلاّ علي (عليه السلام) وأمير المؤمنين هذا الذي خلفي)[1]، يعني السفّاح.

إلى هنا نجد أنّ العبّاسيين ورثوا الخلافة من صحيفة لميراث علي، اطّلع عليها محمّد ابن الحنفيّة، ثمّ ولده أبو هاشم، ثمّ سرت في ولد ابن الحنفيّة، ومن ثمّ إلى العبّاسيين الذين ادّعوا الوصاية من أبي هاشم، وهذه الصحيفة وإن كانت هي إنباء عن غيب، لكن حاول العبّاسيون غش المسلمين بأنّها وصيّة جاءت من علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ولكن بقي سؤال: إذا كانت من علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهي كما تزعمون وصيّة، فلماذا سرت في بني العبّاس ولم تسرِ في ولد الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ فلابدّ للعبّاسيين أن يجيبوا عن هذا التساؤل.

ولم يجد العبّاسيّون طريقاً لذلك إلاّ من خلال تغيير سلسلة الوصاية، وحذف اسم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وتعديل البنود، فهدّد هارون الرشيد أبا معاوية الضرير وهو أحد محدّثي المرجئة، وقال له: (هممت أنّه من يثبت خلافة علي فعلت به وفعلت)، ولم يقف العبّاسيّون عند هذا الحد، بل أسّسوا فرقة الراونديّة، أسّسها المهدي، وجعلت هذه الفرقة العبّاس هو الامام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمّ لعبدالله بن العبّاس ثم... حتّى يصل الامر إليه[2].

إذن، عُدِّلَ البند، وجُعِلَ مصدر السلسلة العبّاس بن عبدالمطلب; حتّى لا يطالب أبناء الحسن والحسين بالخلافة والوصيّة، ونحن هنا لا نريد من البحث أكثر من ذلك، وإلاّ فقد بقي من الكلام مزيد.


[1]مروج الذهب: ج 3، ص 282; تاريخ الطبري: ج 6، ص 84; تاريخ اليعقوبي: ج 3، ص 97.

[2]فرق الشيعة: ص 62 ـ 63; تاريخ ابن خلدون: ج 3، ص 218; مروج الذهب: ج 4، ص 236.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست