responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 320
وواضح معنى (زويت الامر عن أهله ووضعته في غير محلّه)، بأنّه استنهض الناس للرضا من آل محمّد، ثمّ بعد ذلك وعندما استتبت الاُمور تغيّرت المصاديق لذلك الشعار، وادّعى العباسيّون الوصاية من طريق أبي هاشم بن محمّد بن الحنفيّة، وقد لاقت هذه القصّة بعض القبول في بعض المناطق الاسلاميّة كما يقول أحمد أمين.

ولكن لو استجوبنا التاريخ، كيف ادّعى العباسيّون الوصاية من أبي هاشم. أجاب ابن أبي الحديد عن أبي جعفر الاسكافي حيث قال: (لمّا مات علي أمير المؤمنين (عليه السلام) طلب محمّد بن الحنفيّة من أخويه الحسن والحسين ميراثه من العلم، فدفعا إليه صحيفة لو أطلعاه على غيرها لهلك، وكان في هذه الصحيفة ذكر لدولة بني العبّاس، فصرّح ابن الحنفيّة لعبدالله بن العباس بالامر وفصَّله له)[1].

إذن، توجد صحيفة من ميراث علي (عليه السلام) عند محمّد بن الحنفيّة، اطَّلعَ عليها عبدالله ابن العبّاس، ويبقى سؤال يقول: كيف وصلت هذه الصحيفة لبني العبّاس ليجعلوها وثيقة مهمّة من وثائق الدولة العبّاسيّة الرسميّة؟

والجواب على ذلك: أنّ هذه الصحيفة وصلت إليهم من طريق أبي هاشم عبدالله ابن محمّد بن الحنفيّة، الذي نهض بالثورة ضدّ الامويين، فلقد قيل: إنّ عبدالله هذا اجتمع مع محمّد بن علي بن عبدالله بن العبّاس ومعاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب، وهؤلاء الثلاثة هم الذين حضروا وفاة أبي هاشم هذا، وأطلعهم على أهداف ثورته[2].

وبعد أن توفي أبو هاشم هذا، ادّعى كلّ من محمّد بن علي ومعاوية بن عبدالله بن جعفر الوصاية منه، وهذا الادّعاء يكشف عن اُمور:

1 ـ أنّ أبا هاشم لم يوصِ لاحد منهما، وإلاّ لما اختلفا في ذلك، وخصوصاً أنّ عبدالله بن الحارث بن نوفل كان حاضراً ذلك الاجتماع ولم يؤيّد أحداً.


[1]شرح نهج البلاغة: ج 7، ص 149 ـ 150.

[2]الحياة السياسيّة للامام الرضا: ص 29.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست