responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 211
الابرص فقال: أي شيء أحبّ إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، قد قذَّرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه فاُعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً، فقال: أي المال أحبّ إليك، قال: الابل، فاُعطي ناقة عشراء.... وهكذا فعل مع الاقرع والاعمى، وأغناهم الله، وبعد مدّة أتاهم ذلك الملك بصورة رجل مسكين، فطلب منهم، فلم يعطه الاقرع والابرص، وأعطاه الاعمى، فقال الملك للاعمى: أمسك مالك، فإنّما ابتُليتم، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك"[1].

وعلّق ابن الاثير على هذا الحديث فقال: (وفي حديث الاقرع والابرص والاعمى: بدا لله عزّ وجلّ أن يبتليهم، أي قضى بذلك، وهو معنى البداء هاهنا)[2].

فعبارة (بدا لله) نقلها البخاري وابن الاثير، وهؤلاء لم يكونوا شيعة، فالفكر الاسلامي يقول بالبداء بالمعنى الجائز إطلاقه على الله، لا بالمعنى الذي رفع لضرب الائمّة (عليهم السلام) أوّلاً، والشيعة ثانياً، وهو نسبة الجهل إلى الله.

فجهل الكاتب وأمثاله بالمعنى المسموح وشنّع على الشيعة قولهم بالبداء المرفوض الذي ردّه الشيخ الطوسي قبل مئات السنين بقوله: (فأمّا إذا اُضيفت هذه اللفظة ـ أي البداء ـ إلى الله تعالى، فمنه ما يجوز إطلاقه عليه ومنه ما لا يجوز، فأمّا الذي يجوز من ذلك فهو ما أفاد النسخ بعينه، ويكون اطلاق ذلك عليه على ضرب من التوسّع، وعلى هذا الوجه يحمل جميع ما ورد عن الصادقين (عليهم السلام) من الاخبار المتضمّنة لاضفاء البداء لله تعالى دون ما لا يجوز عليه من حصول العلم بعد أن لم يكن، ويكون إطلاق ذلك فيه تعالى والتشبيه هو أنّه إذا كان ما يدلّ على النسخ يظهر به للمكلّفين ما لم يكن ظاهراً لهم، ويحصل لهم العلم به بعد أن لم يكن حاصلاً لهم اُطلق على ذلك لفظ البداء)[3].

إذن، فالبداء عند الشيعة ليس كما تصوّره سليمان بن جرير وأتباعه، ومن يقول


[1]صحيح البخاري: كتاب الانبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ح 3277.

[2]النهاية في غريب الحديث: ج 1، ص 109.

[3]عدّة الاصول: ج 2، ص 29، الطبعة الحجريّة.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست