اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني الجزء : 1 صفحة : 210
الامام في الامّة، والقضاء على الامامة الالهيّة.
المرحلة الثانية: وبعد فشل تلك النسبة إلى الائمّة توجّه اُولئك المنحرفون إلى الشيعة ليغيّروا الهجمة ويبدّلوا طرف المواجهة، فجعلوا طرفهم الجديد هم أصحاب الائمّة، وهكذا بدأت الهجمة على الشيعة بعدما فشلت على الائمّة أوّلاً، وانبرى علماء الشيعة لمواجهة ذلك بفتاوى وأقوال صريحة.
فقال الشيخ المفيد: (إنّ الله تعالى عالم بكلّ ما يكون قبل كونه، وأنّه لا حادث إلاّ وقد علمه قبل حدوثه، ولا معلوم وممكن أن يكون معلوماً إلاّ وهو عالم بحقيقته، وأنّه سبحانه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء، وبهذا اقتضت دلائل العقول والكتاب المسطور والاخبار المتواترة من آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو مذهب جميع الاماميّة)[1].
وقال الشيخ الطوسي: (إنّ الله تعالى عالم، بمعنى أنّ الاشياء واضحة له حاضرة عنده، غير غائبة عنه، بدليل أنّه فعل الافعال المحكمة المتقنة، وكلّ من كان كذلك فهو عالم بالضرورة)[2].
وهكذا قال السيّد المرتضى والعلاّمة والحلّي وغيرهم[3].
فسدّ علماء الشيعة باب حجّة المنحرفين بأنّ الشيعة تنسب الجهل إلى الله تعالى بذريعة البداء، وجاء الكاتب في القرن العشرين، وبلا بحث وتحقيق، ليجعل من البداء مشكلة تعيشها الشيعة[4].
ونبع هذا الكلام من جهل تام بمعنى البداء في الفكر الاسلامي، وليس الشيعي فحسب، والدليل على ذلك، أنّه جاء في صحيح البخاري عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكاً، فأتى