responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 190
أمّا بالنسبة للمحور الاوّل، فقد ترجمه الباقر (عليه السلام) بقوله: "مَن عَبَدَ الله عبادة اهتمام وتعب ولم يعتقد بإمام عادل، وأنّه منصوب من الله، فلا يقبل الله منه سعياً، ومثله كمثل نعجة فقدت راعيها وقطيعها، فظلّت حائرة نهارها، فلمّا جنّ الليل ظنّت أنّها وجدت راعيها وقطيعها لتلحق بهم، فلمّا أصبح الصباح رأت الراعي غير راعيها، فعادت إلى حيرتها تبحث، ثمّ رأت قطيعاً آخر، فأرادت أن تلحق بها، ودعاها راعي ذلك القطيع، وقد رأى أنّها ضالّة، ولما وجدت أنّه غير راعيها عادت إلى حيرتها، حتّى لقيها الذئب فافترسها، ذلك هو حال من أصبح لا إمام له، حتّى إذا مات مات ميتة جاهليّة"[1].

فلقد صرّح الامام الباقر (عليه السلام) بأنّ الامام منصوب من الله بالنص بقوله: "وأنّه منصوب من الله"، وجعل اتّباع الامام من اُمهات المسائل في الشريعة الاسلاميّة، وإلاّ كانت النتيجة الحتميّة لكدحه ميتة الجاهليّة.

أمّا بالنسبة إلى المحور الثاني، وهو العلم ووراثة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلقد ركّز الامام الباقر (عليه السلام) ذلك في أذهان الناس، وراح يصرّح به ويطرحه كمسألة من مسائل الامامة الالهيّة، يقول أبو بصير: قلت يوماً للباقر (عليه السلام): أنتم ورثة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: "نعم"، قلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وارث الانبياء جميعهم؟ قال: "وارث علومهم"، قلت: وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: "نعم".... إلخ[2].

فكيف لا يكون وارث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنص والتعيين؟!

أمّا المحور الثالث، وهو امتلاك سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يقول الباقر (عليه السلام): "إنّ السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل، كان حيثما دار فثمَّ الملك، وحيث مادار السلاح فثمّ العلم"[3].

إذن، نظريّة الامام الباقر (عليه السلام) تركّزت على هذه المحاور الثلاثة في طرح الامامة


[1]الامامة وأهل البيت: ج 3، ص 23.

[2]نور الابصار: ص 220.

[3]بصائر الدرجات: ص 176 ـ 177، ح 5.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست