على أنّا لو افترضنا [١] الكلام في الآية من دون ذلك لم يكن لهم فيها متعلّق من وجوه :
منها : افتقارهم في تخصيصهم بها إلى إقامة برهان على ثبوت صفات المذكورين فيها لهم ، وثبوته يغني عن الآية في المقصود باتفاق ، وإذا تعذر ذلك عليهم خرج الظاهر من أيديهم بغير إشكال.
ومنها : أنه لا يخلو أن يكون المراد بالاستخلاف المذكور في الآية توريث ديار الكفار ، كقوله تعالى : ( وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ )[٢] ، ... ( وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها )[٣] ، ... ( وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ )[٤] ، ... ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ )[٥] ، ... ( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ )[٦].
أو الخلافة على العباد وتدبير البلاد ، كآدم 7 في قوله : ( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )[٧] ، وطالوت في قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً )[٨] ، وداود في قوله : ( يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ )[٩] ، وسليمان في قوله سبحانه : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ )[١٠] ، وقوله تعالى : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ