responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريب المعارف المؤلف : الحلبي، الشيخ أبو الصّلاح    الجزء : 1  صفحة : 373

وقد تعلّق من لا بصيرة له بأحكام الخطاب في إثبات إيمان القوم واستحقاقهم الثواب ـ ليتوصل بذلك إلى اثبات إمامتهم ، وردّ ما يذهب إليه من القطع بكفرهم وخلودهم في النار ـ بآيات من القرآن وأخبار عن النبي 9 ، نذكرها ، ونبيّن وجه الشبهة منها وسقوطها.

[ ما استدل به من الكتاب ]

فمن ذلك : قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) [١].

قالوا : وهذه صفات القوم : آمنوا ، وعملوا الصالحات ، وخافوا في بدء الاسلام ، واستخلفوا في الأرض ، وآمنوا بعد الخوف ، فمنع ذلك من فرقهم بالضلال ودلّ على صحّة إيمانهم وإمامتهم.

الجواب : أنّ الوعد بالاستخلاف في الآية متوجّه إلى ذوي الإيمان ما في الباطن والظاهر ، وعمل الصالحات ، لوجوهها المخصوصة ، والاخلاص في العبادة لله تعالى من الإشراك والرياء وغيرهما مما يشوب الاخلاص ، والأمن بعد الخوف لله تعالى ، غير معيّنين [٢] بأسمائهم.

وقد دللنا على ضلال المتقدّمين على أمير المؤمنين 7 على أصولنا وأصولهم والدائنين بولايتهم ، فاقتضى خروجهم من حكم الآية ، وتوجّهها إلى من تكاملت فيه صفاتها من غيرهم.


[١] النور ٢٤ : ٥٥.

[٢] في النسخة : « معنين ».

اسم الکتاب : تقريب المعارف المؤلف : الحلبي، الشيخ أبو الصّلاح    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست