اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 79
وآذاناً واعيات ، كما
في قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
لعليّ عليهالسلام
عند نزول قوله تعالىٰ : (وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ
وَاعِيَةٌ)[١] : « سألت
الله أن يجعلها أُذنك يا عليّ ». قال عليّ : « فما نسيت شيئاً بعد ذلك وما كان لي أن أنسىٰ » [٢].
كلّ
هذا مع ملاحظة : أنّ القرآن لا
يدّعي أحد بأنّ نقله قد تمّ عن فلان الثقة عن مثله وهكذا ؛ إذ لم يثبت بهذه
الطريقة ، وإنّما ثبت القرآن بالتواتر جيلاً عن جيل ، وعصر عن عصر ، وقرن
عن قرن ، وأُمّة عن أُمّة ، ولهذا لا يُلتفت حينئذ لتوثيق الأفراد فرداً
فرداً عند التواتر ، فلا تثبت عدالة جميع الصحابة ; لأنّها لا تشترط في
ثبوت القرآن وإثباته !!
وهنا أودّ أن أسأل الكاتب سؤالين
يتعلّقان بكلامه السابق :
السؤال الأوّل :
ماذا تقول لو أوقفتك الأدلّة علىٰ
نفاق أو فسق أو بغي أحد من الأصحاب ؟ فهل تطمئن بعد ذلك إلىٰ روايته للكتاب والسُنّة وتأخذهما عنه ، مع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد أخبرنا بأنّ المنافق إذا حدّث كذّبَ ، وأنّ الفاسق يبيع دينه بأكلة ، وأنّ الباغي مائل عن الحقّ ؟!
فإن قلت : نعم ؛ فاقرأ علىٰ دينك
السلام.
وإن قلت : لا ؛ فعليك أن تتخلّىٰ
إذاً عن قولك بخيرية الصحابة جميعاً ، وتبدأ بالبحث عن المؤمنين الصادقين منهم لتأخذ دينك عنهم.
وهذا ما فعله الشيعة الأبرار ; إذ
ميّزوا بين الغث والسمين في