اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 217
الكثير من مفكّري
أهل السُنّة وعلمائهم ، سواء المتقدّمين منهم ـ كما مرّ عن ابن عرفة ـ أو
المتأخّرين ، ومن ذلك يقول الكاتب والمحامي الأردني أحمد حسين يعقوب في
كتابه نظرية
عدالة الصحابة :
نظرية عدالة كلّ الصحابة تؤمِّن فوز
معاوية في أية مقارعة بينه وبين هؤلاء الخصوم ؛ فلو قال آل محمّد إنّهم هم
الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، لانبرىٰ معاوية وشيعته إلىٰ
الردّ الفوري عليهم : نحن
أصحاب محمّد العدول لا يجوز علينا الكذب ولا يجوز علينا الخطأ ؛ لأنّنا في
الجنّة ولا يدخل أحد منّا النار.
ولو قال آل محمّد : مَن عادانا فقد عادىٰ
الله. لردّ معاوية وشيعته : نحن الصحابة أيضاً قال النبيّ فينا : « مَن آذىٰ صحابياً فقد آذاني » ...
إلىٰ آخره. ويختلط الحقّ بالباطل ، والعاصي بالمطيع ، والمحسن بالمسيء [١].
وهكذا كان لمعاوية وحزبه دور كبير في
حرمان الأُمّة من سعادتها ونجاتها ، والحيلولة دون اتّباعها لأهل بيت النبوّة عليهمالسلام
؛ بمحاربته لهم ، ومطاردته شيعتهم ومحبّيهم تحت كلّ حجر ومدر [٢]
، وبتضييع الحقيقة
[٢] قال الإمام
الباقر عليهالسلام
: لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام ونقضي ونمتهن ونحرم ونقتل ونخاف ، ولا نأمن علىٰ دمائنا ودماء أوليائنا ، ووجد الكاذبون
الجاحدون بكذبهم وجحودهم موضعاً يتقرّبون به إلىٰ أوليائهم وقضاة السوء وعمّال السوء
في كلّ بلدة ، فحدّثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنّا ما لم نقله ولم نفعله ; ليبغّضونا إلىٰ الناس ..
وكان عظم ذلك وكبره زمن
معاوية بعد موت الحسن عليهالسلام ، فقتلت شيعتنا في كلّ بلدة وقطّعت الأيادي والأرجل علىٰ الضنّة ، وكلّ مَن يُذكَر بحبّنا
والانقطاع إلينا سُجن أو نهب ماله أو هدمت داره ، ثمّ لم يزل البلاء يشتدّ إلىٰ زمان عبيد الله بن
زياد قاتل
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 217