اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 218
علىٰ المسلمين
باختلاقه لهم كلّ تلك الطرق الملتوية والخطوط المتشعّبة ، حتّىٰ يصعب عليهم الوصول منها إلىٰ الحقّ ، إلاّ بعد البحث والتنقيب
الشاقّين.
هذا كلّه مع أنّه لم يصحّ في فضائل
معاوية شيء ، ولم تثبت في حقّه منقبة ; قال الشوكاني في كتابه الفوائد
المجموعة في الأحاديث الموضوعة
: وقال الحاكم : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب بن يوسف يقول : سمعت
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : لا يصحّ في فضائل معاوية حديث [١].
أمّا ابن الجوزي فبعد أن أورد الأحاديث
الواردة في معاوية في باب الموضوعات ، ساق عن إسحاق بن راهويه ـ شيخ البخاري ـ قوله : لم يصحّ
الحسين عليهالسلام ، ثمّ جاء الحجّاج
فقتلهم كلّ قتلة ، وأخذهم بكلّ ضنّة وتهمة ، حتّىٰ أنّ الرجل ليقال له : زنديق ، أو : كافر ، أحبّ إليه من أن يقال : شيعة عليّ.
انتهىٰ.
وروى أبو الحسن عليّ بن محمّد
بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث ، قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلىٰ عمّاله بعد عام الجماعة أن : برئت الذمّة
ممّن روىٰ شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته ..
فقامت الخطباء في كلّ كورة
وعلىٰ كلّ منبر يلعنون عليّاً ويبرؤون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ،
وكان أشدّ الناس بلاءً حينئذ : أهل الكوفة ; لكثرة مَن بها من شيعة عليّ عليهالسلام ..
فاستعمل عليهم زياد بن سمية ،
وضمّ إليه البصرة ، وكان يتتبّع الشيعة وهو عارف بهم ; لأنّه كان منهم أيّام عليّ عليهالسلام
، فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر وأخافهم ، وقطّع الأيدي والأرجل ، وسمّل العيون
، وصلبهم علىٰ جذوع النخل ، وطردهم وشرّدهم عن العراق ، فلم يبقَ بها
معروف منهم.
وكتب معاوية إلىٰ عمّاله
في جميع الآفاق أن لا يجيزوا لأحد من شيعة عليّ وأهل بيته شهادة ... إلىٰ آخره.
راجع : شرح نهج البلاغة ـ
لابن أبي الحديد ـ ١١ / ٤٣.