اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 216
كما استطاع معاوية أن يخلق خطّاً
معارضاً لخطّ أهل البيت عليهمالسلام
، الّذين أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
أُمّته بالتمسّك بهم مع القرآن ، وجعلهما ـ أي القرآن والعترة معاً ـ أماناً للأُمّة من الضلال أبد الآبدين.
وهذا الخطّ الّذي ما زالت آثاره سارية
المفعول إلىٰ الآن هو خطّ القول بعدالة الصحابة جميعاً ، ولعلّ الدليمي هو أحد ضحايا هذا الخطّ ، ومن أتباعه كما يدلّ عليه كتابه ..
فقد اختلق معاوية وحزبه قضية القول
بعدالتهم جميعاً ، ووضع الأحاديث في فضائلهم ووجوب اتّباعهم ، قبال الآيات والأحاديث الدالّة علىٰ عصمة وطهارة أهل البيت عليهمالسلام
ووجوب اتّباعهم والاقتداء بهم.
كالحديث الموضوع : أصحابي كالنجوم ، بأيّهم
اقتديتم اهتديتم [١]
، وغيره من الأحاديث الواردة في كتب القوم في هذا المورد ، الّتي لم تفرّق
بين صحابي وصحابي ، وقد مرّ البحث في الموضوع أوّل الكتاب فلا نعيد.
وقد اعترف ابن عرفة ، المعروف بـ : « نفطويه
» في تاريخه
: إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيّام بني أُمية ;
تقرّباً إليهم بما يظنّون أنّهم يرغمون به أُنوف بني هاشم [٢].
وسبب خلق هذا الخطّ المعارض لخطّ أهل
البيت عليهمالسلام
قد أدركه
[١] اعترف بذلك ابن
تيمية ; انظر كتابه : المنتقىٰ : ٥٥١ ..
وانظر : الإحكام في أُصول
الأحكام ٥ / ٦٤٢ و ٦ / ٨١٠ ، ميزان الاعتدال ١ / ٤١٣ ; وعدّه الذهبي من بلايا جعفر بن عبد الواحد ، سلسلة الأحاديث الضعيفة ١ / ٧٩.
[٢] انظر : النصائح
الكافية : ٩٩ ، نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١١ / ٤٦ ؛ واقرأ في الصفحة
الّتي قبلها قول معاوية في كتابه الّذي بعثه إلىٰ عمّاله : ولا
تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وائتوني بمناقض له في
الصحابة ؛ فإنّ هذا أحبُّ إليَّ وأقرُّ لعيني ، وأدحض لحجّة أبي تراب
وشيعته.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 216