اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 213
وأنّ قتاله أهل الشام الّذين أبوا
الدخول في البيعة ، وأهل الجمل والنهروان الّذين خلعوا بيعته حقّ ، وكان
حقّ الجميع أن يصلوا إليه ويجلسوا بين يديه ويطالبوه بما رأوا ، فلمّا
تركوا ذلك بأجمعهم صاروا بغاة ، فتناولهم قوله
تعالىٰ : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ
تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ ).
ولقد عتب معاوية علىٰ سعد بن أبي
وقّاص لعدم مشاركته له فقال سعد رادّاً عليه : لقد ندمت علىٰ تأخّري عن قتال الفئة الباغية. يعني بها : معاوية ومَن تابعه [١].
وهذا المعنىٰ لم يخالف فيه أحد ؛
قال الجصّاص في أحكام
القرآن : قاتل عليّ وكان محقّاً في قتاله لهم ، لم يخالف فيه أحد إلاّ الفئة الباغية الّتي قابلته وأتباعها [٢].
وفي روح المعاني
للآلوسي : عن الحاكم والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر ، قال : ما وجدت في
نفسي من شيء ما وجدت في نفسي من هذه الآية ، وهي قوله تعالىٰ : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي
تَبْغِي ... )
.. الآية ؛ حيث إنّي لم أُقاتل الفئة الباغية ـ يعني : معاوية ومَن معه من الباغين ـ علىٰ عليّ عليهالسلام[٣]. انتهىٰ.
وعليه
، فأقول للدليمي : لِمَ لا تُذكر هذه السيرة
لأجل الاقتداء بها في مجاهدة البغاة والدعاة إلىٰ النار ، الّذين يبغونها عوجاً ؟!
وفي هذا قال أبو بكر الجصّاص في كتابه
المتقدّم : ولم يدفع أحد من علماء الأُمّة وفقهائها ، سلفهم وخلفهم ، وجوب ذلك ، إلاّ قوم من الحشو