اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 214
وجهّال أصحاب الحديث
; فإنّهم أنكروا قتال الفئة الباغية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسلاح.
وسمّوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
: فتنة ، إذا احتيج فيه إلىٰ حمل السلاح وقتال الفئة الباغية ، مع ما قد سمعوا من قول الله تعالىٰ : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ
تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ )
، وما يقتضيه اللفظ من وجوب قتالها بالسيف وغيره.
وزعموا مع ذلك أنّ السلطان لا يُنكر
عليه الظلم والجور وقتل النفس الّتي حرّم الله ، وإنّما ينكر علىٰ غير
السلطان بالقول أو باليد بغير سلاح
، فصاروا شرّاً علىٰ الأُمّة من أعدائها المخالفين لها ; لأنّهم أقعدوا
الناس
عن قتال الفئة الباغية وعن الإنكار علىٰ السلطان الظلم والجور ، حتّىٰ
أدّىٰ
إلىٰ تغلّب الفجّار ، بل المجوس وأعداء الإسلام ، حتّىٰ ذهبت الثغور ، وشاع
الظلم ، وخرّبت البلاد ، وذهب الدين والدنيا ، وظهرت الزندقة والغلوّ
ومذهب الثنوية والخرمية والمزدكية.
والّذي جلب ذلك كلّه عليهم : ترك الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ، والإنكار علىٰ السلطان الجائر. والله المستعان [١].
أقول :
ولعلّ الدليمي حين أراد إخراج هذه القضية
من الدين ، قد أراد ذلك بلحاظ المخاطبين فقط ! وهم مسلمو اليوم ، باعتبار
أنّ هذه القضية ليست لها الآن ـ كما يُتصوّر ـ مساس بعقائد المسلمين وفقههم
، وأنّها مسألة تاريخية لا فائدة من تجديد البحث فيها ، كما عبّر عن ذلك
..