اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 212
الخمسة الّتي عليها
مدار عمل المسلمين في الفروع ، والامتثال لها هو من الدين حتماً.
كما أنّ فقهاء وعلماء المسلمين قد
استندوا في تنقيحهم لأحكام مجاهدة البغاة علىٰ حربه عليهالسلام
لمعاوية وأهل الجمل والنهروان ; قال الشافعي : أخذنا أحكام البغاة من سير عليّ [١].
الأمر الّذي يدلّ علىٰ أنّ هذه
القضية هي من صميم الدين بل لها علاقة بأُصوله وفروعه !!
قال ابن العربي في أحكام القرآن
: إنّ عليّاً عليهالسلام
كان إماماً ؛ لأنّهم اجتمعوا عليه ، ولم يمكنه ترك الناس ؛ لأنّه كان أحقّ
الناس بالبيعة ، فقبلها حوطة علىٰ الأُمّة ، وأن لا تسفك دماءها بالتهارج ،
ويتخرّق الأمر ، وربّما تغيّر الدين ، وانقضّ عمود الإسلام.
وطلب أهل الشام منه التمكين من قتلة
عثمان فقال لهم عليهالسلام
: ادخلوا في البيعة واطلبوا الحقّ تصلوا إليه ..
وكان عليّ عليهالسلام
أسدّهم رأياً وأصوب قولاً ؛ لأنّه لو تعاطىٰ القود لتعصّبت لهم قبائلهم ،
فتكون حرباً ثالثة ، فانتظر بهم أن يستوثق الأمر وتنعقد البيعة العامّة ثمّ
ينظر في مجلس الحكم ويجري القضاء ، ولا خلاف بين الأُمّة أنّه يجوز للإمام
تأخير القصاص إذا أدّىٰ ذلك إلىٰ إثارة
الفتنة وتشتيت الكلمة.