ومن المعلوم أنّ مَن حاربه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كافر
بالإجماع ؛ فلذلك يكون ، وبدلالة الأحاديث السابقة ، المحارب لعليّ عليهالسلام
وأهل بيته عليهمالسلام
كافراً أيضاً.
والأُمّة بعد أن اجتمعت علىٰ بيعة
عليّ عليهالسلام
لا يحقّ لأحد تفريق كلمتها ، بل تجب محاربته ؛ وفي هذا روى أحمد بن حنبل في مسنده
عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « إنّها ستكون بعدي هنات وهنات ، فمَن رأيتموه يفرّق بين أُمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم
وهم جميع فاقتلوه كائناً مَن كان من الناس » [٣].
انتهىٰ.
ثمّ بعد هذا ، ينبغي ملاحظة أنّ الأمر
الوارد في قوله تعالىٰ : ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي )[٤] ، يفيد
الوجوب ، والواجبات هي إحدىٰ الأحكام الفرعية
[١] شرح نهج البلاغة
ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢٩٨ و ١٢ / ١٩٣ و ٢٠ / ٢٢٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٤١٦.
[٢] مسند أحمد بن
حنبل ٢ / ٤٤٢ ، سُنن الترمذي ٥ / ٣٦٠ ح ٣٩٦٢ ؛ يرويه بسند صحيح إلىٰ زيد بن
أرقم ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٦١ ؛ قال الحاكم
: هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان. ثمّ
ذكر له شاهداً بلفظ : « أنا حرب لمَن حاربتم ، وسِلم لمَن سالمتم » ، وكلا
الحديثين
أقرّ الذهبي بصحّتهما ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٩ ؛ قال الهيثمي : رواه أحمد
والطبراني ، وفيه : تليد بن سليمان ، وفيه خلاف ، وبقيّة رجاله رجال
الصحيح. انتهىٰ.
قلنا : تليد بن سليمان وثّقه العجلي ، ولم ير أحمد به بأساً ; انظر : معرفة
الثقات ١ / ٢٥٧ ، تهذيب الكمال ٤ / ١٥٢١ ..
ويمكن ملاحظة بقية المصادر في
ما تقدّم ذكره في الفصل السابق.