اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 182
كلام له عليهالسلام كلّم به طلحة
والزبير ، اللّذين بايعاه بعد مقتل عثمان ، وجاءا يعاتبانه علىٰ ترك مشورتهما والاستعانة في الأُمور بهما [١].
ومن المعلوم أنّ الإمام عليهالسلام قد ردّ الناس عن
مبايعته بعد مقتل عثمان في أوّل الأمر ; لشدّة الفتنة الّتي وقع المسلمون فيها بعد مقتله [٢] ، فقد كان عليهالسلام
يقول للناس لمّا أرادوه علىٰ البيعة :
« دعوني والتمسوا غيري ; فإنّا مستقبلون
أمراً له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول [٣]
، وإنّ الآفاق قد أغامت [٤]
، والمحجّة قد تنكّرت [٥]
، واعلموا أنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، ولم أصغِ إلىٰ قول القائل ،
وعتب العاتب ، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمَن
وليّتموه أُموركم ، وأنا لكم وزيراً ، خير لكم منّي أميراً ... ».
قال الشيخ محمّد عبده في تعليقته : تنكرت
: أي : تغيّرت علائمها فصارت مجهولة ، وذلك أنّ الأطماع كانت قد تنبّهت في كثير من الناس ، علىٰ عهد عثمان رضياللهعنه
، بما نالوا من تفضيلهم بالعطاء ، فلا يسهل عليهم
[١] انظر : شرح نهج
البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ١٨٣.
[٢] قال الإمام عليّ
عليهالسلام
لعثمان : « إنّي أُنشدك الله ! أن لا تكون إمام هذه الأُمّة المقتول ،
فإنّه كان يقال : يقتل في هذه الأُمّة إمام يفتح عليها القتل والقتال
إلىٰ يوم القيامة ويلبس أُمورها عليها ، ويبثّ الفتن فيها ، فلا يبصرون
الحقّ من الباطل ، يموجون فيها موجاً ، ويمرجون فيها مرجاً ». انتهىٰ. نهج
البلاغة ـ تعليق
الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٦٩.