اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 183
ـ في ما بعد ـ أن
يكونوا في مساواة مع غيرهم ، فلو تناولهم العدل انفلتوا منه ، وطلبوا طائشة
الفتنة ؛ طمعاً في نيل رغباتهم ، وأُولئك هم أغلب الرؤساء في القوم ، فإن
أقرّهم الإمام علىٰ ما كانوا عليه من الامتياز فقد
أتىٰ ظلماً ، وخالف شرعاً ، والناقمون علىٰ عثمان قائمون علىٰ المطالبة
بالنصفة إن لم ينالوها تحرّشوا للفتنة ، فأين المحجّة للوصول إلىٰ الحقّ
علىٰ أمن
من الفتن ؟ وقد كان بعد بيعته ما تفرّس به قبلها [١].
ولا يعني قوله عليهالسلام : « دعوني
والتمسوا
غيري ... » علىٰ عدم وجود النصّ عليه ، وإنّما كان بقوله هذا ، وغيره من
الأقوال الواردة بعد مقتل عثمان ، يتحرّىٰ السكينة في شؤون المسلمين الّذين
عصفت بهم ريح الفتن الشديدة ، والّتي جعلتهم في طخية عمياء ـ كما وصفها
الإمام عليهالسلام في خطبته الشقشقية ـ من يوم السقيفة حتّىٰ يوم مقتل عثمان.
أمّا التعبير الوارد عنه عليهالسلام بالزهد في الخلافة
، فقد كان عليهالسلام
يعبّر عن ذلك ، بل عن زهده في الدنيا كلّها ، وأنّها أزهد عنده من عفطة عنز
ـ كما يقول ـ في مواقف عديدة من خطبه ، ويؤكّد أنّه لا يطلب أمر الخلافة
لولا الرغبة في إقامة الحقّ ..
فمن
ذلك : قوله عليهالسلام
: « أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة
بوجود الناصر ، وما أخذ الله علىٰ العلماء أن يقاروا علىٰ كظة ظالم ، ولا
سغب مظلوم ، لألقيت حبلها علىٰ غاربها [٢] ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة
[١] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٨٢.