responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنتصار (بحوث في التوراة والإنجيل) المؤلف : حبيب آل إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 5
والشر، فرأت المرأة انّ الشجرة جيدة للأكل، وانّها بهجة للعيون، وان الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت واعطت رجلها أيضاً معها فأكل فانفتحت أعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مأزر) فازدادوا حينما قرأوا ذلك حيرة واندهاشا، واضطراباً وانذعارا، قائلين سبحان الله أيكذب الله وتصدق الحيّة؟ يقول الله لآدم يوم تأكل منها موتا تموت، وتقول الحيّة لن تموتا، بل الله عالم انّه يوم تأكلاه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فيكون الأمر كما تقول الحية[1] ولا يكون كما يقول الله ما هذا الإله؟ أليس الكذب قبيحاً؟ أيجوز على الله أن يرتكب القبيح؟ وهل هناك حاجة تدعو إلى ارتكابه؟ أو يجوز على الله أن يكون محتاجاً؟ وإذ كان الحق انّه لا يجوز على الله أن يكون محتاجاً ولا يجوز عليه صدور الكذب فما هذا القول السخيف، وما هذا التقوّل على الله، وما هذه الخرافات التي لا تنطبق على عقل ولا نقل، سبحانك اللّهم وبحمدك تباركت وتعاليت عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً.

ثم ازدادوا تبينا فقرأوا في الكلمة الثامنة من الإصحاح الثالث من سفر التكوين (وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنّة عند هبوب ريح النهار


[1] فلا يموت آدم، بل من المعلوم انّه بقي بعد هبوطه إلى الأرض خمسماية سنة يبكي على فراق الجنة، ويصبح عارفا الخير والشر كما في الكلمة الثانية عشرة من الإصحاح الثالث من سفر التكوين (وقال الربّ الإله هو ذا الإنسان صار كواحد منّا عارفاً الخير والشر).

اسم الکتاب : الإنتصار (بحوث في التوراة والإنجيل) المؤلف : حبيب آل إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست