اسم الکتاب : الإنتصار (بحوث في التوراة والإنجيل) المؤلف : حبيب آل إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 4
عوارض الأجسام الحادثة، والأجرام الممكنة، والتوراة بقولها خلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه، أثبتت له التركيب، لاستلزم الصورة وجود المادة فيكون مركباً والقديم لا يجوز أن يكون مركبا.
فلم يكن لأولئك النبلاء مندوحة عن الرجوع إلى ما يقرّره القرآن كتاب الله المنزّل على محمّد صلى الله عليه وآله بقوله في الآية الحادية عشر من سورة الشورى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربّي عليه توكّلت وإليه أنيب * فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)[1]وانشدوا:
الله أكبر ان دين محمّد
وكتابه أقوى وأقوم قيلا
طلعت به شمس الهداية للورى
وأبى لها وصف الكمال أفولا
والحق أبلج في شريعته التي
جمعت فروعاً للهدى وأصولا
ثمّ ازدادوا تبينا واستحثوا النظر على زيادة الاطّلاع تثبتا فقرأوا في الكلمة السادسة عشرة في الإصحاح الثاني من سفر التكوين (وأوصى الربّ الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنّة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنّك يوم تأكل منها موتاً تموت، (وفي الكلمة الرابعة من الإصحاح الثالث من سفر التكوين (فقالت الحية للمرأة لن تموتا بل الله عالم انّه يوم تأكلان منه تتفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير