responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنتصار (بحوث في التوراة والإنجيل) المؤلف : حبيب آل إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 3
فرأوا فيهما أمراً هائلاً، واقرأتهم التوارة في أسفارها والإنجيل في إصحاحاته شيئاً عجيباً، فبينما يقرؤهم البرهان بقياسه الصحيح، ويرتل عليهم من آيات شكله الأوّل، إنّ الله تعالى شيء لا كالأشياء، "كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كلّ شيء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، سميع إذ لا مسموع لديه من بريته" إذ بالتوراة والإنجيل يحدثانهم بخلاف ذلك، حدثتهم التوراة بالكلمة الثانية من الإصحاح الأوّل من سفر التكوين. انّه قبل خلق السموات والأرض كان روح الله يرف[1] على وجه الماء، وبالكلمة السابعة والعشرين منه انّ الله قال: (نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا) وبالكلمة الثامنة والعشرين منه (انّ الله خلق الإنسان على صورته على صورة الله خلقه) فذعروا لذلك واندهشوا وانشدوا:


وكفاهم ان مثلوا معبودهمسبحانه بعباده تمثيلا

رأوا انّ البرهان العقلي قائم على انّ الله قديم ولازم ذلك ان لا يكون جسماً لأنّ كلّ جسم لآية حركته وسكونه حادث والقديم لا يكون حادثاً والتوراة بقولها (وروح الله يرف على وجه الماء) أثبتت له الجسمانية والحدوث معاً، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً:

ورأوا انّ البرهان العقلي قائم على انّ الله ليس بمركب لأنّ التركيب من


[1] قال في المنجد (رف الطائر بسط جناحيه، وفي مجمع البحرين (كلّ من الطيور ما رفّ أي حرّك جناحيه).

اسم الکتاب : الإنتصار (بحوث في التوراة والإنجيل) المؤلف : حبيب آل إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست